190

ولا اعرابها. والا لكان كل كلام معرب معجزا.

ولا مجرد اسلوبه ، والا لكان الابتداء باسلوب الشعر معجزا والاسلوب الطريق

ولكان هذيان مسيلمة معجزا.

ولأن الاعجاز ، يوجد دونه اي : الاسلوب في نحو قوله تعالى : ( فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا فاصدع بما تؤمر )

ولا بالصرف عن معارضتهم ، لان تعجبهم كان من فصاحته ، ولأن مسيلمة ، وابن المقفع ، والمعري ، وغيرهم ، قد تعاطوها ، فلم يأتوا الا بما تمجه الاسماع ، وتنفر الطباع ، ويضحك منه فى احوال تركيبه.

وبها ، اي : بتلك الأحوال ، اعجز البلغاء ، واخرس الفصحاء.

فعلى اعجازه دليل اجمالي ، وهو : ان العرب عجزت عنه وهو بلسانها ، فغيرها احرى.

ودليل تفصيلي : مقدمته التفكير في خواص تركيبه ، ونتيجته العلم بانه تنزيل من المحيط بكل شيء علما.

وقال الاصفهاني في تفسيره : اعلم : ان اعجاز القرآن ، ذكر من وجهين :

احدهما : اعجاز متعلق بنفسه.

والثاني : بصرف الناس عن معارضته.

فالاول : اما ان يتعلق بفصاحته وبلاغته ، او بمعناه : اما الاعجاز المتعلق بفصاحته وبلاغته ، فلا يتعلق بعنصره الذي هو اللفظ والمعنى ، فان ألفاظه ألفاظهم ، قال تعالى : ( قرآنا عربيا* بلسان عربي )، ولا بمعانيه : فان كثيرا منها موجود في الكتب المتقدمة قال

Sayfa 192