Muctamid Ibn Cabbad
المعتمد بن عباد: الملك الجواد الشجاع الشاعر المرزأ
Türler
ولما انتظمت في سلكه (انتظمت قرطبة في سلك المعتمد) واتسمت بملكه أعطى ابنه الظافر زمامها، وولاه نقضها وإبرامها، فأفاض فيها نداه، وزاد على أمده وقداه، وجملها بكثرة حبائه، واشتغل بأعبائها عن فنائه،
15
ولم يزل فيها آمرا وناهيا، غافلا عن المكر ساهيا، حسن ظن بأهلها اعتقده، واغترارا بهم ما رواه ولا انتقده، وهيهات كم من ملك كفنوه بدمائه، ودفنوه بذمائه، وكم من عرش ثلوه، وعزيز أذلوه، إلى أن ثار فيها ابن عكاشة ليلا، وجر إليها حربا وويلا، فبرز الظافر منفردا من كماته، عاريا عن حماته، وسيفه في يمينه، وهاديه في الظلماء نور جبينه، فإنه كان غلاما كما بلله الشباب بأندائه ، وألحفه الحسن بردائه، فدافعهم أكثر ليله، وقد منع منه تلاحق رجله وخيله، حتى أمكنهم منه عثرة لم يقل لها: لعا، ولا استقل منها ولا سعى.
إلى أن يقول:
ولما كان من الغد حز رأسه ورفع على سن رمح وهو يشرق كنار على علم، ويرشق نفس كل ناظر بألم، فلما رمقته الأبصار وتحققته الحماة والأنصار، رموا أسلحتهم، وسووا للفرار أجنحتهم، فمنهم من اختار فراره وجلاه، ومنهم من أتت به إلى حينه رجلاه.
ويقول الفتح: إن المعتمد شغل عن رثاء ابنه الظافر بطلب ثأره، إلا إشارة إليه في تأبين أخويه الراضي والمأمون، وتقدمت هذه المرثية. (1-5) عبد الجبار بن المعتمد
وللمعتمد ابن اسمه عبد الجبار ثار على المرابطين وتمنى أن يعيد سلطان بني عباد، فحالت المنية دون الأمنية.
امتنع عبد الجبار في حصن أركش، وهو حصن منيع قريب من إشبيلية، فسار إليه قائد المرابطين سير بن أبي بكر، فرابطت جيوشه عند الحصن شهورا حتى أصاب عبد الجبار سهم أصماه، وبقي أهله وأنصاره ممتنعين بمعقلهم حتى أجهدهم الجوع فنزلوا على حكم المرابطين، يقول الفتح بن خاقان:
فوصلوا إلى قبضة الملمات، وحصلوا في غصة الممات، فوسمهم الحيف، وتقسمهم السيف.
وقدمت في أخبار المعتمد أن ثورة ابنه هذا أرابت المرابطين فيه فضيقوا عليه وأرهقوه بالأغلال والقيود، وبينت وقع هذه الثورة على المعتمد ألما وأملا.
Bilinmeyen sayfa