وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقَالَ: «كَانَ يَسِيرُ الْعَنَقَ، فَإِذَا رَأَى فَجْوَةٌ نَصَّ». وَالنَّصُّ فَوْقَ الْعَنَقِ. رَوَاهُ النَّسَائِيُّ عَنْ يَعْقُوبَ، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوِّ دَرَجَتَيْنِ (^١).
١٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو النُّونِ، سَمَاعًا عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ الصَّابُونِيِّ، أنا السِّلَفِيُّ، أنا نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الْبَيِّعِ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَافَرَ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الأَهْلِ وَالْمَالِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ، اللَّهُمَّ اطْوِ لَنَا الأَرْضَ، وَهَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ». رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوِّ ثَلاثِ دَرَجَاتٍ (^٢).
_________
(^١) أخرجه النسائي (٣٠٢٣)، جاء في النهاية في غريب الحديث: أنه لما دفع من عرفة سار العنق، فإذا وجد فجوة نص النص: التحريك حتَّى يستخرج أقصى سير الناقة. وأصل النص: أقصى الشيء وغايته، ثم سمي به ضرب من السير سريع. (هـ) ومنه حديث أم سلمة لعائشة: ما كنت قائلة لو أن رسول الله ﷺ عارضك ببعض الفلوات ناصة قلوصا من منهل إلى منهل أي: رافعة لها في السير. (هـ) ومنه حديث علي: "إذا بلغ النساء نص الحقاق فالعصبة أولي أي: إذا بلغت غاية البلوغ من سنها الذي يصلح أن تحاقق وتخاصم عن نفسها فعصبتها أولى بهما من أمها. (هـ) وفي حديث كعب: يقول الجبار: احذروني، فإني لا أناص عبدًا إلا عذبته أي: لا أستقصي عليه في السؤال والحساب، وهي مفاعلة منه. وروي الخطابي، عن عون بن عبد الله، مثله. (هـ) ومنه حديث عمرو بن دينار: ما رأيت رجلا أنص للحديث من الزهري أي: أرفع له وأسند. (س) وفي حديث عبد الله بن زمعة: أنه تزوج بنت السائب، فلما نصت لتهدى إليه طلقها أي: أقعدت على المنصة، وهي بالكسر: سرير العروس. وقيل: هي بفتح الميم: الحجله عليها، من قولهم: نصصت المتاع إذا جعلت بعضه على بعض. وكل شيء أظهرته فقد نصصته. - ومنه حديث هرقل: ينصهم أي: يستخرج رأيهم ويظهره. - ومنه قول الفقهاء: نص القرآن، ونص السنة أي: ما دلَّ ظاهر لفظهما عليه من الأحكام.
(^٢) أخرجه النسائي (٥٤٩٨). وهذا الحديث له عدة طرق، منها:
حديث أنس: أخرجه البخاري (٥/ ٢٢٨٧، رقم ٥٨٣١)، ومسلم (٢/ ٩٨٠، رقم ١٣٤٥)، والنسائي في الكبرى (٢/ ٤٧٨، رقم ٤٢٤٧)، وفيه قصة الرجوع من خيبر، وأحمد (٣/ ١٨٧، رقم ١٢٩٧٠).
1 / 50