علوم برز فيها:
١ - علم الحديث رواية ودراية. فانتهت إليه رياسة هذا الفن في زمنه، وكانت له الكلمة العليا في علم الجرح والتعديل، ومعرفة الرجال وأحوالهم، وتحليل الأسانيد، وتمييز السليم من السقيم، حتى صار هو المعول عليه في هذا الشأن في سائر الأقطار وهو علم لا يشتهر فيه إلا الأذكياء من العلماء. وهذا غيض من فيض.
٢ - الفقه على مذهب الإمام الشافعي وقد درسه في العديد من المدارس. كما أنه تولى منصب قاضي القضاة والإفتاء ويلزمهما النبوغ في الفقه.
٣ - اللغة والشعر، وكان في كل منهما رأسا كأنه لم يتعلم غيره من سائر العلوم وذلك لتخصصه فيه وإحاطته بكل شاردة وواردة. ومن شعره قصيدة مدح فيها النبي ﷺ استهلها بقوله لو أن عذالي لوجهك أسلموا لرجوت أني في المحبة أسلم كيف السبيل لكتم أسرار الهوى؟ ولسان دمعي بالغرام يترجم
٤ - الوعظ والخطابة فتولى الخطابة في أكبر المساجد.
٥ - التأريخ نال من ابن حجر اهتماما يراه من يطالع كتابه أنباء الغمر، وقد هيأت له الوظائف التي تقلدها في الدولة من معرفة مجريات الأمور والسياسة ما لم يتح لغيره.
٦ - تفسير القرآن برع ابن حجر فيه، فكان يأتي في مجلسه بدقائق التفسير التي لا توجد في سائر التفاسير بل كان يعمل فكره وله مصنفات تشهد له بالسبق في هذا الفن مثل الإعجاب بيان الأسباب، والأحكام لبيان ما في القرآن من الإمام.
وفاته
توفي عام ٨٥٢ هـ، عن عمر يناهز ٧٩ سنة.
توعك ابن حجر في آخر أيامه وعانى آلاما شديدة في معدته، لازمته لمدة شهر أفقدته نشاطه فكان يصلي وهو جالس، كما أنه تخلف عن صلاة عيد الأضحى وهو الذي لم يتخلف عن صلاة جماعة قط، ولعل الآلام كانت شديدة عليه لكبر سنه فكان ينشد قائلا أشكو إلى الله ما بي وما حوته ضلوعي قد طال السقم جسمي بنزلة وطلوعي وفي يوم الثامن والعشرين من ذي الحجة في القاهرة أسلم الحافظ ابن حجر روحه إلى
1 / 28