Muvaviye İbn Ebi Sufyan
معاوية بن أبي سفيان
Türler
وإن الأشبه بالصدق في جملة تلك الروايات أن معاوية كان يحب هذا الملق، ويحب هذه الاستثارة؛ لأنها تمتعه بذكرى الشدائد التي تخطاها بعد فوات الغاشية،
16
وتريحه إلى لقاء خصومه وهم في كنفه ينظرون إليه في مستقر نجاحه وظفره، ولا يضيرونه بقولة يقولونها لا تحول بينه وبين ملكه كما قال ...
وغير بعيد أنه كان يترك جلساءه يتحرشون بذوي اللسن من العلويين ليضحك مما ينالهم كما يفعل ذوو السلطان في كل زمن وكل أمة، فربما كانت سخريتهم بالأنصار أمتع لهم من صد الخصوم، وقد يطلقون بعضهم على بعض؛ ليسخروا منهم جميعا إن لم يكن لهم خصوم يعرضونهم للسخرية طائعين أو كارهين. •••
وقد اجتمع من سجال
17
بني هاشم وخصومهم في مجلسه ما ينعقد به سجل خاص في مأثورات الحوار في كل مقام، ويصحح وقوعه في رأينا أنه لو حدث لما أمكن حدوثه على غير ذلك النمط الذي تناقله الرواة.
أناس من ذوي السلطان المحدث يعلمون هوان أقدارهم مع بني هاشم وآل النبي وصفوة قريش، ويلذ لهم أن ينعموا بالسلطان وأن «يجتروا» تلك النعمة حيثما وسعهم اجترارها في حضرة وليهم، وعلى مسمع من السادة الأعلين الذين غلبوا على ذلك السلطان، وإن ولي الأمر نفسه ليحب ذلك ولكنه يعلم أنه مركب غير مأمون، وأن الموتورين إذا سمعوا ما يكرهون فردوه بمثله فما في وسعه أن يواجه العالم الإسلامي كل يوم بشهيد من آل البيت ... فسبيله أن يصطنع المخالفة لجلسائه، وأن يحذرهم مغبة اللهو بهذه الملهاة، ولا أمان فيها من لسن القوم وأنفتهم التي لم تخذلهم قط في مقام المناظرة والتحدي من زمن قديم، فإن أصيب جلساؤه فعليهم وزر عملهم، وليس لهم أن يطالبوه بالاقتصاص لهم من أمر قد اختاروه على خلاف رأيه، وإن سلم أولئك الجلساء فقد شفوا صدره من أولئك الموتورين.
وتكاد القصص مع بني هاشم في مجلس معاوية تجري كلها على وتيرة واحدة: رجل من آل البيت يدعى إلى المجلس، أو يأتي إليه في أمر من أموره، فيغرى به جليس من الحاشية يتحرش به ويستثيره فيجاب بما هو أهله، ويتغاضب معاوية على الجليس فيلومه إذا بلغ الجدال والمحال
18
Bilinmeyen sayfa