وهذا شاذ وذلك إن ما فاؤه واو لا تبني العرب منه مفعلًا بفتح العين إنما ذلك بكسرها البتة نحو موضع وموقع ومورد وموجدة وموعدة وجاء موظب وموهب على الشذوذ وكذلك مورق حملوه على أنه من ورق لا من م ر ق وربما شذ الشيء من هذا في النكرة وقالوا موضع وقالوا موقعة الطائر وقالوا أكل الرطب موردة أي محمة ومثله في النكرة قالوا الفكاهة مقودة إلى الأذى وقرىء " لمثوبة من عند الله " وقالوا فيها أيضًا عوى الكلب عوة وعوية وهذا ونحوه في النكرات أقبح منه في المعارف. ومن ذلك قولهم معدي كرب وذلك أنهم بنوا مما لامه حرف علة مفعلًا بكسر العين وذلك شاذ وإنما المعتاد منه مفعل بفتحها نحو المشتى والمدعى والمغزى والمرمي والمقضي فمعدي على هذ شاذ كما ترى وبعد فمتى رأيت في الأعلام شيئًا مخالفًا لما عليه أمثاله فلا تنب عنه فيها نبوك عنها في غيرها وأوله طرفًا من نظرك ولا تخفن إلى رده والطعن فيه دون أن تراجعه وتليه عليه فإذا صحت روايته أنست به فوق أنسك لو كان نكرة فهذا منهاج هذا.
1 / 59