٥١هـ، وكذلك التهديد بمحاربة معاوية، وهذه الروايات لم يصح منها شيء في حق أم المؤمنين عائشة ﵂.
وأما حقيقة موقفها فعن ابن أبي مليكه: إن معاوية جاء يستأذن على عائشة، فأبت أن تأذن له، فخرج غلام لها يقال له: ذكوان، قال: ويحك أدخلني على عائشة فإنها قد غضبت علَيَّ، فلم يزل بها غلامها حتى أذنت له، وكان أطوع مني عندها، فلما دخل عليها قال: «أمّتاه فيما وجَدْتِ عليَّ (١) يرحمكِ الله؟».
قالت: «... وجدت عليك في شأن حِجْر وأصحابه أنك قتلتهم».
فقال لها: «... وأما حِجْر وأصحابه فإني تخوفت أمرًا، وخشيت فتنة تكون، تهراق فيها الدماء، تستحل فيها المحارم، وأنت تخافيني، دعيني والله يفعل ما يشاء».
قالت: «تركتك والله، تركتك والله، تركتك والله».
وجاء في رواية أخرى: «لما قدم معاوية دخل على عائشة، فقالت: «أقتلت حجرًا؟».
قال: «يا أم المؤمنين، إني وجدت قتل رجلٍ في صلاح الناس، خيرًا من استحيائه في فسادهم» (٢).
(١) وَجَدَ عليه: غَضِبَ، (القاموس المحيط، مادة وجد).
(٢) تاريخ دمشق (٤/ ٢٧٣، ٢٧٤) نقلا عن مرويات معاوية (ص٤٤٠).