Muhammad Ali Döneminde Mısır'ın Siyasi Yönelimi: Modern Mısır'ın Kurucusu

Henry Dodwell d. 1360 AH
66

Muhammad Ali Döneminde Mısır'ın Siyasi Yönelimi: Modern Mısır'ın Kurucusu

الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة

Türler

11

وكتب لورد أبردين من فوره إلى ممثلي بريطانيا في القاهرة والآستانة، فكتب إلى ثانيهما يقول: «إذا كان السلطان قد وافق أو لم يوافق على هذا؛ فإن إنجلترا لا يسعها أن تقف وقفة المتفرج إزاء ما يراد إدخاله من التغييرات على ملكية الأراضي المهمة الأفريقية بواسطة وسائل فرنسية وتحت النفوذ الفرنسي وعلى الأرجح خدمة لمصالح فرنسا.»

12

وكتب إلى الأول مشيرا إلى معارضة إنجلترا في قيام الباشا بأمثال هذه المشروعات بتعضيد الفرنسيين، ثم استطرد فقال إنه يرجو ألا يشك محمد علي في إخلاص البواعث التي دفعت بريطانيا إلى إسدائه النصح بأن يزن جيدا في هذه المناسبة ما سوف يترتب من العواقب الوخيمة على المشروع الذي يلوح أنه ميال للتورط فيه.

13

على أن هذه المعارضة للمشروع الفرنسي لم يكن ينتظر أن تثير الدهشة في نفس أحد، وليس يخفى أن توطيد دعائم النفوذ الفرنسي في الجزائر - سواء أكان مباشرة أو عن طريق فريق ثالث يعمل لحساب الفرنسيين - كان يؤدي حتما إلى تغيير الموقف في حوض البحر المتوسط؛ وبذا تنشأ مسألة حماية المصالح البريطانية فيه، أضف إلى هذا أن المشروع كان يتضمن احتمالات عظيمة أخرى؛ فشبح المسألة الشرقية بأثرها كان يطل من وراء المسألة الجزائرية، وأن محمد علي لو تمكن من فتح الجزائر لحساب فرنسا لما كان لهذا الفتح أي معنى سوى أن يصبح فورا تحت الحماية الفرنسية؛ فإن مركزه حيال مولاه السلطان سوف يتأثر بذلك الفتح الذي يتغير بمقتضاه مركز مصر ضمنا، فيكون معنى هذا أن تصاب أسوار الإمبراطورية العثمانية وهي تترنح بتأثير الشيخوخة بصدمة أخرى تهز كيانها وتعجل بانهيارها؛ وبذا يصبح العثمانيون وهم أقل قدرة على كبح شهوات جيرانهم الروس، وهذه الحوادث قد ترحب بها الحكومة الفرنسية الآن كما كانت تفعل في الماضي - باعتبارها فرصة سانحة لتوسيع سلطان فرنسا في أنحاء المعمورة - ولهذا كان بوليناك قد بدأ يستغلها لفائدة الملكية.

ولكن كان الأمر على عكس ذلك في نظر الإنجليز؛ لأنهم كانوا يعتبرون الحوادث المذكورة حافلة بالمخاطر التي تنطوي على الشر المستطير مما كانت تقتضيه مصالحنا الحيوية إلا أن نصبر على توطيد إحدى الدول الأوروبية أقدامها على الطرق المؤدية إلى الهند.

ومن هنا ترى أن الاحتفاظ بالإمبراطورية العثمانية كان يعتبر في نظر الفرنسيين بمثابة البديل الوحيد لتطورات لا سبيل لأحد أن يتكهن بمداها، وهي تطورات لا يسع العاقل على كل حال إلا أن يبذل كل ما في استطاعته لتأجيل حدوثها إلى أبعد حد ممكن. إذن؛ فالحالة في سنة 1830م كانت تمهيدا يشير إلى تناقض السياسة الإنجليزية والسياسة الفرنسية الذي ظهر بصفة جلية بعد ذلك بعشر سنوات.

وقد شاءت الصدف أن يجيء إعلان الإنجليز الحازم رفضهم لذلك المشروع في نفس الوقت الذي أخفقت فيه تدابير بوليناك لاستعادة حدود الرين وحبطت حبوطا ذريعا، فإن مباحثاته السرية الغامضة مع سان بطرسبرج وهي المباحثات التي وضعت لها شفرة خاصة ثم ألغيت فيما بعد لم تسفر عن نتيجة تذكر، فإن بروسيا أجابت صراحة أن أحدا لن يستطيع أن يحملها على السماح لفرنسا الزحف إلى ضفة الرين اليسرى.

وهكذا أصبحت القوات التي كانت حتى الآن واقفة عاطلة على حساب مساعدة المشروع الأوروبي فيما لو دعت الحاجة، أصبحت هذه القوات طليقة في نفس الوقت الذي تبين فيه صراحة أن إنجلترا ستضع نفوذها بأكمله في كفة الميزان ضد محاولة محمد علي احتلال ولايات البربر. وإذ ذاك قرر بوليناك مرة أخرى أن يغير خطته، وأن يقصر عمل محمد علي على احتلال طرابلس وتونس وأن يرسل حملة فرنسية إلى الجزائر.

Bilinmeyen sayfa