Mısır: İnsanların ve Zamanın Dokusu
مصر: نسيج الناس والمكان والزمان
Türler
والعين الثانية: كانت في شمال حلوان كانت هناك عين حلوان الكبريتية التي أنشئ عليها في الأربعينيات فندق يعرفه من يرى بعض الأفلام المصرية القديمة. أين ذهب فندق كبريتاج، وأين الخدمات الطبية التي كانت في المنطقة؟ فقد كانت حلوان منذ قرون ذات شهرة طويلة بجوها اللطيف قياسا بالقاهرة القديمة، وبمياهها المعدنية التي تحتوي على إيدروجين وكبريتات صوديوم ومغنسيوم وبوتاسيوم وغير ذلك، وتصلح لعلاج أنواع من الروماتيزم والتهاب المفاصل وأمراض التنفس والجلد ... إلخ. وفي أوائل القرن اتخذت مقرا لمرصد حلوان الشهير، وكذلك مقار للعلاج وخاصة للاضطرابات النفسية - مستشفى بهمان، وحديقتها اليابانية كانت مقصدا للترفيه والتريض العائلي الهادئ. لكن التنمية الصناعية والنمو السكني قد أتى على محاسن حلوان فطمسها، وربما ذهبت معه عين حلوان الكبريتية أدراج الرياح برغم كونها أيضا قريبة المنال ولا تستدعي ترحالا كما كان حال الزمان الماضي!
وفي سيناء الجنوبية وعلى ساحل خليج السويس قرب مصب وادي الغرندل يوجد نبع «حمام فرعون» وهو مياه كبريتية حارة - نحو 45 درجة مئوية - تنساب من مغارة صغيرة، على سفح الجبل حارة كحمام البخار وتتسرب المياه باستمرار إلى الشاطئ وتختلط بمياه البحر فيما يشبه بحيرة شاطئية صغيرة دافئة. الزوار القلائل يخلعون نعالهم ويقفون حفاة في هذه المياه الدافئة التي لها مفعول طيب ضد أوجاع الروماتيزم على حد أقوال شائعة بين بدو المنطقة. زرت المكان عديدا آخرها منذ عامين وفي كل مرة نرى بناء ضخما لا يكتمل لفندق لعله من ذوي النجوم الخمسة - على العادة السيئة التي درجنا عليها! ولعله سوف يحتوي على خدمات علاجية وطبية على النحو الحديث. لكن مشروع الفندق بطيء التنفيذ فهل هناك خلاف بين المحافظة والمؤسسة التي تبني أم ماذا؟ بل التساؤل الآن هو هل توقف هذا المشروع الجليل؟ ولماذا هذه الفئة العالية من الفنادق التي تسقط من حسابها السياحة الداخلية لغالبية المصريين؛ لأنها سوف تحرمهم من الزيارة والاستفادة من الخصائص العلاجية لهذا المكان الذي هو هبة الطبيعة! ألا يكفي تجربة الفنادق العالية في رأس سدر القريبة من حمام فرعون والتي لا تبلغ نسبة إشغالها الحد الاقتصادي للمكسب والخسارة؟ وهل سيكون هناك أنشطة سياحية اقتصادية مصاحبة كاليخوت وسياحة الشراع
Windsurfing ، وسياحة الصحراء - بالجمال أو السيارات - إلى منطقة سرابيت الخادم داخل الكتلة الجبلية والتي تشتهر منذ العصور الفرعونية بتعدين أحجار شبه كريمة على رأسها «الفيروز»، وتزخر بمعابد منذ الأسرة 12 (نحو 1963 إلى 1786ق.م)، وقربها رسوم وكتابات محفورة على الصخور بعضها يعود إلى الأسرة الثالثة (2689-2613ق.م)، أي قبل بناة الأهرام؟
ولعل الأشهر أنها المكان الذي ابتكر فيه (نحو 1500ق.م) أول أبجدية معروفة عالميا باسم الخط السينائي الذي يتكون من 22 حرفا هي في أساسها رموز مبسطة للمقطع أو الحرف الأول للكلمات والصور الهيروغليفية ، ومن هذه الأبجدية نشأت فيما بعد الكتابة الفينيقية وهي بدورها أصل الإغريقية والأبجديات الأوروبية، وكذلك كانت أصل الأبجدية الأرامية التي تولدت عنها الكتابة النبطية التي هي أصل الكتابة العربية! ما هذا الإبهار في الثروة الأثرية لسيناء ملتقى مصر والعالم الأورو-آسيوي!
هل ستكون هناك محال وبوتيكات صغيرة للحرف والأشغال اليدوية من كل سيناء وأحجار خام من الفيروز وتشكيلات من الحفر على صخور أخرى؟ الخلاصة: أنه يمكن بناء هرم متكامل من الأنشطة تعتمد في أساسها على مياه عين فرعون الدافقة، وتحيل المنطقة إلى حركة متعددة تجذب السياحة الداخلية والخارجية معا.
وفي شمال مدينة الطور مباشرة عين موسى التي اهتمت المحافظة بها ولا أعرف عن فوائدها الشيء الكثير، ولعل في جنوب سيناء ينابيع أخرى. ولكن لو كانت الينابيع المحققة هي فرعون وموسى - لاحظ تناقض الشخصيتان يجمعهما المكان عبر الزمان! فأين الدعاية العلمية في منشورات موجزة التي يظهر فيها تحليل هذه المياه وفوائدها الصحية والخدمات السكنية - بما فيها مخيم للسيارات «كامب»، والهيئة الطبية المشرفة على الصحة العامة والعلاج الطبيعي؟
وفي الصحراء الغربية الشاسعة هناك ينابيع دافئة كثيرة في الواحات الكبرى وخاصة سيوة والبحرية والداخلة.
وفي الواحة الداخلة عدة عيون حارة كبريتية ومعدنية (30-40 درجة) حول مدينة موط أشهرها «موط ثلاثة» على بعد 3 كيلومتر شمال المدينة، بني عليها حوض مستدير بعمق متر ونصف ومياهه ضاربة إلى اللون الوردي، أقام عليها مستثمرون من فندق «بيونير» في الواحة الخارجة ستة شاليهات وثلاث خيام وفيلا من خمس غرف ومطعم - مغالى في أسعاره، وفي شمال الواحة عين الجبل على مبعدة 25 كيلومتر من موط لكنها غير مستغلة سياحيا بالمعنى المفهوم.
وفي الواحة البحرية عدد آخر من العيون منها عين «بشمو» قرب وسط مدينة الباويطي عاصمة الواحة، بني حولها فندق البشمو المتكون من طابقين عند حدائق النخيل التي تروى بمياه العين. وعين المفتلة (3 كيلومتر غربي المدينة) حيث توجد بقايا معبد من الأسرة 26 الفرعونية وقد أعيد ترميمه بعض الشيء. وبير الرملة الكبريتي المياه وحرارتها تزيد عن 45 درجة، وربما كان أحسنها بير الغابة على بعد 15 كيلو شرق الباويطي، حيث يوجد مخيم يديره فندق «منظر جبال الألب
Alpenblick »، حيث يمكن الاستمتاع بالمياه الدافئة في ضوء القمر، وأخيرا عين مطر ذات المياه الباردة على بعد نحو سبعة كيلومترات شمال شرقي الباويطي.
Bilinmeyen sayfa