Mısır'dan Nasır'a Kadar Savaş
مصر من ناصر إلى حرب
Türler
اعتلى الحراس سطح قصر الأمم، بينما ضجت القاعة بأصوات الصحفيين الذين يمثلون كل الدول. كان الإرسال من هنا مباشرا إلى كل أنحاء العالم، حيث يشاهده الناس في القاهرة وتل أبيب، في موسكو وواشنطن، في دمشق وعمان، في بيروت ولندن، في باريس وطوكيو. في كل مكان تقريبا كان الجميع بانتظار لحظة افتتاح المؤتمر.
وفجأة دخل فالدهايم إلى الغرفة المخصصة للوفد السوفييتي. كانت لديه مشكلة في ترتيب جلوس المشاركين؛ فالأردنيون يرفضون الجلوس إلى جانب الإسرائيليين، ومن ناحية أخرى سوف تكون هناك أماكن شاغرة كانت مخصصة للسوريين الذين رفضوا الحضور. وعند تطبيق الطريقة الثانية رفض الإسرائيليون أن تكون الأماكن التي بجوارهم شاغرة. وهنا اقترح فالدهايم «أن تجلس إسرائيل إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة ثم وباتجاه عقارب الساعة، يجلس الاتحاد السوفييتي ثم سوريا والأردن والولايات المتحدة ومصر». كانت هذه في الواقع رغبة الأمريكيين.
أجاب أندريه جروميكو قائلا: «لسنا أطفالا. موافقون. وأضاف ساخرا: على أن نستبدل أماكن الرؤساء المشاركين.»
على هذا الأساس اتخذ المشاركون أماكنهم على النحو التالي؛ الأمين العام للأمم المتحدة، إسرائيل، الولايات المتحدة الأمريكية، سوريا، الأردن، الاتحاد السوفييتي، مصر. وافق فالدهايم بسرور ثم غادر الحجرة مسرعا. لم تمض بضع دقائق وإذا بكيسينجر يدخل إلى غرفتنا مضطربا ممتقع الوجه، وخلفه مباشرة دخل فالدهايم. تقدم كيسينجر ممسكا بورقة توزيع الأماكن متوجها بالحديث إلى أندريه جروميكو بصوت غليظ متهدج قليلا: إن الولايات المتحدة ترجو بشدة من الوفد السوفييتي أن يتبادل مقاعده مع الوفد الأمريكي، وإلا سيصبح هذا الجانب إسرائيليا بحتا (إسرائيل، الولايات المتحدة). كانت عينا وزير الخارجية الأمريكي مليئة بالتوسل وكأن أمرا جللا سوف يقع.
تعمد أندريه جروميكو أن يتحدث بصوت يسمعه الجميع، وإن بدا واضحا أنه يمزح قائلا: «إنني أطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تسجيل رفض الولايات المتحدة الأمريكية الجلوس بجانب الإسرائيليين.»
انفجر الجميع في القاعة ضاحكين، ثم أضاف أندريه جروميكو قائلا وقد راح الجميع يصفقون: «الأمر بالنسبة لنا سيان ؛ فقد جئنا إلى هنا للعمل لا للعب.» راح فالدهايم يجفف عرقه، بينما علت الحمرة وجه كيسينجر الذي ابتسم بصعوبة متوجها بالشكر إلى جروميكو.
توجهنا جميعا إلى قاعة الاجتماعات. كان اليوم يوافق بلوغ فالدهايم الخامسة والخمسين من العمر. وفي كلمته قال الأمين العام: «يا لها من مصادفة! هل سيصبح هذا اليوم يوما تاريخيا نبدأ فيه بناء السلام في الشرق الأوسط؟» دخل الجميع إلى القاعة وقد أضاءها هنا وهناك وميض لمبات آلات التصوير والمصابيح المصاحبة لكاميرات السينما والتليفزيون.
اتخذت الوفود أماكنها. كان لكل وفد مائدة تتسع لثلاثة أشخاص ومقعدان في الخلف للمستشارين. أمامنا جلس الوفد الأمريكي وعن يميننا الوفد الإسرائيلي، وعلى يسارنا الوفد السوري.
ألقى فالدهايم كلمة موجزة حيا فيها الحضور، ثم تبعه أندريه جروميكو.
تضمن خطاب وزير الخارجية السوفييتي تقديرا موضوعيا للموقف في الشرق الأوسط دعا فيه إلى إيجاد حل عادل للمشكلات التي تراكمت في المنطقة. كان لخطابه أثر إيجابي؛ حيث أعرب عن استعداد الاتحاد السوفييتي للتعاون بشكل عملي مع جميع الحضور في هذا المؤتمر من أجل إخراج شعوب وبلدان الشرق الأوسط من آتون الصراعات الحربية وإحلال السلام العادل.
Bilinmeyen sayfa