Mısır'dan Nasır'a Kadar Savaş
مصر من ناصر إلى حرب
Türler
لقد قاده منطق النضال المخلص من أجل مصالح شعبه، من أجل الاستقلال الوطني بالدرجة الأولى، قاده إلى الإيمان بضرورة عقد صداقة أخوية متينة بين الشعبين المصري والسوفييتي، وبأهمية بناء علاقات قوية مخلصة بين مصر وبلادنا.
وبتأثير مصر التقدمية، تم طرد الإمبريالية الأمريكية من منطقة الشرق الأوسط. كان العالم العربي، الذي استيقظ على الاستقلال، مفعما بالعزيمة على تحديد مصيره بنفسه دون مستشارين من الخارج اعتادوا على إدارة شئون الشرق الأوسط. وكان ناصر واحدا من الذين أسسوا ما عرف باسم «حركة عدم الانحياز». باختصار، كان ناصر رجلا يمتلك سمعة عالمية رفيعة.
لقد طرح رحيل ناصر قضايا عديدة، سواء فيما يتعلق بصمود النظام ومواصلة الخطط الداخلية، أو، من ثم، التطوير المستمر للسياسة الخارجية لمصر، والتي كانت قائمة في ظروف إزالة آثار العدوان ضد الشعوب العربية من الفلسطينيين والمصريين والسوريين والأردنيين واللبنانيين وغيرهم.
في الحقيقة، كانت سياسة إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية من ورائها، ضد مصر، وبالتالي ضد ناصر. كان ذلك، إذا جاز لنا القول، «عدوانا خارجيا على الثورة» موجها ضد مصر باعتبارها القوة الأساسية والأكبر والأكثر تأثيرا وتقدمية للشعوب العربية ككل؛ ولذلك فإن أمورا كثيرة في نهاية سبتمبر عام 1970م أصبحت، برحيل ناصر، متوقفة على مواصلة منهج مصر، أو بتعبير أدق، على من سيرأس البلاد بعد رحيل ناصر.
واصلنا العمل طويلا في مكتب ف. ف. كوزنيتسوف، وتفرقنا بعد منتصف الليل بكثير.
في صباح الثلاثين من سبتمبر، غادرت مطار فنوكوفو-2 طائرة خاصة من طراز إيل-68 تحمل على متنها وفدا سوفييتيا لحضور جنازة ناصر، كان على رأس الوفد ألكسي نيكولايفيتش كوسيجين، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفييتي، رئيس مجلس وزراء الاتحاد السوفييتي. وضم الوفد قائد الأركان العامة للاتحاد السوفييتي، مارشال الاتحاد السوفييتي م. ف. زاخاروف وأنا، بصفتي نائبا لوزير خارجية الاتحاد السوفييتي، وكذلك الجنرال ف. ف. أوكونيف، كبير المستشارين العسكريين السوفييت، الذي كان قد عين لتوه في هذا المنصب. وف. ب. بولياكوف القائم بأعمال الاتحاد السوفييتي لدى جمهورية مصر العربية والذي كان موجودا آنذاك في القاهرة. وفي صباح نفس اليوم، تم اتخاذ قرار بطلب موافقة حكومة جمهورية مصر العربية على تعييني سفيرا للاتحاد السوفييتي لدى القاهرة. وكان القائم بالأعمال المؤقت برأس السفارة لمدة تزيد على شهر بعد وفاة سفيرنا الدبلوماسي المحنك سيرجي ألكسندروفيتش فينوجرادوف.
هبطت بنا الطائرة وسرعان ما بدأ الظلام يزداد حلكة. جمهور غفير أحاط بالطائرة، لم يكن باستطاعتنا أن نتبين من هم. هبطنا سلم الطائرة كيفما اتفق نحو ظلام دامس. لم يكن هناك من ضوء سوى شعاع يصدر من هنا أو هناك من أجهزة الإضاءة الخاصة بمصوري السينما والتليفزيون، عندئذ كانت تتراءى لنا ظلال رءوس الجمهور القلق. وعلى الفور انتقلت إلينا مشاعر الاضطراب والعصبية التي اكتنفت ليل القاهرة.
استطعنا ونحن على سلم الطائرة رؤية السادات وهو يستقبل الوفد السوفييتي (كان نائبا للرئيس آنذاك) وبصحبته محمد فوزي وزير الحربية وعلي صبري وشخص آخر. غرق ألكسي كوسيجين في أحضان المصريين الباكين، ثم بدأ الحراس يهرولون إلى الأمام باتجاه ما (لعلهم اتجهوا نحو السيارات). مرة أخرى، وجدنا أنفسنا وسط الزحام في الظلام. رحت أساعد ماتفي فاسيليفيتش زاخاروف على التماسك. دلفنا إلى سيارة ما كبيرة على زجاجها الأمامي أرقام . جلسنا ثم انحشر شخص ما إلى جوارنا. - إلى أين؟ - خلف الآخرين، إلى حيث يذهبون.
شقت السيارات طريقها وسط الزحام، واحدة تلو الأخرى، مغادرة المطار لتتخذ طريقها نحو المدينة.
خيل إلي أن القاهرة خرجت عن بكرة أبيها إلى الشوارع. إلى أين هم ذاهبون. كان الناس يلتصقون بالحافلات وعربات الترام. كانوا يصيحون ويهتفون بقوة معبرين عن مشاعرهم بإشارات ما. العديد منهم كانوا يبكون ويرفعون أيديهم إلى السماء. كان الجو حارا ورطبا وخانقا. كانت كل هذه المشاهد والأصوات معا تخلق انطباعا بأن شيئا ما غير طبيعي يحدث.
Bilinmeyen sayfa