Mısır'dan Nasır'a Kadar Savaş
مصر من ناصر إلى حرب
Türler
كانت فكرة حل الصراع بالطرق المنفردة بهدف فرض شروط غير متكافئة على الدول العربية (ومن أجل ذلك كان من الضروري إبعاد الاتحاد السوفييتي عن المشاركة في التسوية)، فكرة غير واقعية رفضها المجتمع الدولي منذ زمن بعيد، حيث إنها لم تكن لتؤدي إلى سلام حقيقي.
لقد اتفقت الجمعية العامة للأمم المتحدة وأكدت من جديد بالإجماع على أن وسيلة حل الصراع في الشرق الأوسط تتمثل في ضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط تشارك فيه الدول المعنية في المنطقة؛ الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب مصر وإسرائيل والدول الأعضاء في مجلس الأمن.
1
وصلت إلى بيتي عائدا من وزارة الخارجية ذات مساء بارد موحل يوم التاسع والعشرين من سبتمبر 1970م. قالت زوجتي: لقد اتصلوا بك للتو يطلبون سرعة الاتصال بهم. اتصلت، وتبين لي ضرورة العودة فورا، لماذا؟ غير معروف. آنذاك، كنت أقوم بالإشراف على عمل قسمي الشرق الأوسط والأدنى.
علمت في غرفة النائب فاسيلي فاسيليفيتش كوزنيتسوف، النائب الأول لوزير الخارجية، بالخبر الذي تلقاه على الفور من القائم بأعمال الاتحاد السوفييتي لدى مصر (كانت تسمى آنذاك الجمهورية العربية المتحدة) فلاديمير بروفيرييفيتش بولياكوف. لقد توفي ناصر فجأة، رئيس مصر ورئيس وزرائها، زعيم الأمة المصرية، القائد التقدمي للعالم العربي، الصديق الكبير للاتحاد السوفييتي.
كان نبأ مفاجئا ومحبطا، وقد جرى استدعاء بولياكوف على الفور إلى مقر رئيس الجمهورية. كانت حالة من الهرج تسود المكان، ولدهشة بولياكوف، لم يوله أحد اهتماما تقريبا، ثم أخبروه أنه «لا حاجة لوجوده». وعندما عاد إلى السفارة، علم أن ناصرا قد توفي. في هذا اليوم، ودع ناصر رؤساء الدول العربية بعد مؤتمر ناجح أقامته القاهرة أوقف بفضله الصراع الدموي بين الأشقاء الفلسطينيين والسوريين من جانب، والأردن من جانب آخر. وقد شعر بوعكة صحية في المطار، وبعد أن عاد إلى المنزل، ازدادت حالته سوءا.
لم أصدق ما حدث. أحد الحاضرين في مكتب كوزنيتسوف رأى أن من المحتمل أن يكون الخبر غير صحيح. ولكن، إذا بهم يحضرون لنا برقية تؤكد رسميا أن الأمر قد وقع بالفعل، وأن ناصرا لم يعد بيننا.
تذكرت لقاءاتي مع ناصر في موسكو، وفي القاهرة. كان يفيض قوة وثقة، فضلا عن ذلك حبا للصداقة.
لكن ذلك لم يكن سوى انطباعاتي الشخصية عنه؛ فما تزال هناك تصورات أخرى تحجب الآن، على غير إرادة مني، تصوراتي السياسية عنه. لقد غادر الحياة القائد العظيم لأكبر أمة عربية، الرجل الذي قاد الثورة وقاد شعبه على طريق التقدم المستقل.
إن التحولات التقدمية في مصر، سواء في الريف أو في المدن، ولصالح العمال، ترتبط جميعها باسم ناصر. وهو الذي أنشأ المنظمة الجماهيرية المعروفة باسم الاتحاد الاشتراكي العربي، وكان يفكر في تأسيس حزب أراد أن يسميه «طليعة الاشتراكيين».
Bilinmeyen sayfa