249

Mısır Hidivi İsmail Dönemi

تاريخ مصر في عهد الخديو إسماعيل باشا

Türler

كان يبتغي أن يتخذ ذلك المنح شكلا قانونيا، وأن يصدر فرمان ثالث يحتوي على كل ما ضمنته له الفرمانات السابقة، فيضمنه من جديد؛ وبعد أن يسجل في سجلات الباب العالي، تحاط الدول الأوروبية علما بمحتوياته، وتحمل على التصديق عليه رسميا، كيلا يتمكن الباب العالي في المستقبل من العود إلى تعليق سيف دامكليس على رأسه، أو رأس أحد من ذريته، مرة أخرى، كما فعل في سنة 1869: فلا يعود القلق على الوراثة، وعلى حقوق الحكومة المصرية الداخلية، واستقلال البلاد الذاتي يؤلم الأفكار، ويوجع القلوب، ويلقي الاضطراب في الأعمال كما فعل قبيل الاحتفالات بفتح ترعة السويس! ولنيل هذا جميعه لم تكن الملايين التي ملأ جعبته بها كثيرة، عند سفره إلى عاصمة الدولة العثمانية.

فما بلغ شهر يونية منتصفه إلا ودوت، في العاصمتين المصريتين، أنباء نجاحه في مهمته نجاحا تاما، وتحقيقه الأماني التي سافر من أجلها، وشرع الناس يتحادثون بمضمون الفرمان الجديد - فرمان 8 يونية سنة 1873 - الذي استصدره، وبأهميته وثمنه، فلم يختلف اثنان في كبير قيمته وجليلها، فإنه أتى مهيمنا مصادقا على جميع الفرمانات والخطوط الشريفة الممنوحة (لمحمد علي) وخلفائه؛ ومدخلا عليها تحسينات وتوسيعات جمة؛ وشارحا على الأخص ما كان منها متعلقا بالوراثة، وشكل القوامة فيما لو كان الخديو، في المستقبل، قاصرا، حينما تئول الخديوية المصرية إليه، ومنح (إسماعيل) بموجبه، من جديد:

أولا:

حق سن القوانين واللوائح الداخلية، على أنواعها، وأية كانت مراميها.

ثانيا:

حق عقد اتفاقات جمركية، ومعاهدات تجارية.

ثالثا:

حق اقتراض أي قروض شاء في مصلحة البلاد.

رابعا:

حق زيادة جيشه أو تنقيصه كما يشاء.

Bilinmeyen sayfa