Mısır Hidivi İsmail Dönemi

İlyas Eyyubi d. 1346 AH
133

Mısır Hidivi İsmail Dönemi

تاريخ مصر في عهد الخديو إسماعيل باشا

Türler

ووهب (سعيد) أيضا بناية بمصر للإرسالية الأميركية في سنة 1855 - وهي سنة قدومها إلى الديار المصرية؛ ثم ساعد على توطيد أقدامها في القطر ونشر لواء معارفها فيه، وجاد، كذلك، على أول مدرسة إيطالية حكومية تأسست في القطر، في عهده، بمبلغ ألفين وأربعمائة جنيه، ووهبها ثمانية آلاف ذراع في نقطة من أحسن جهات الإسكندرية.

وبما أنه كان مغرما بالجيش والفنون الحربية، لم يكن يسعه أن يهمل التعليم العسكري في جملة ما أهمله من أنواع التعليم المصري. لذلك رتب ونظم بكيفية نهائية مدرسة القلعة الإعدادية في أغسطس سنة 1856؛ ووضع، على رأسها، الشيخ العالم الفاضل رفاعه بك رافع، الذي لا يختلف في جدارته وسعة معارفه اثنان؛ واعتمد برنامج سيرها ودروسها المشتمل على 17 مادة، أهمها: (1)

أن عدد الطلبة مائتان. (2)

أنهم يقبلون فيها من سن 12 إلى سن 18، مشترطا أن يحسنوا القراءة والكتابة، لكي يتمكنوا من اتباع سير الدروس منذ السنة الأولى، ويكون لهم الخيار، فيما بعد بانتخاب المضمار الذي يريدون أن يجروا شوط حياتهم فيه - ولو أن تربيتهم عسكرية محضة - فيدرسون العلوم التي تؤهلهم لأن يكونوا مهندسين أو أطباء أو ضباطا إلخ. (3)

أنهم يتعلمون كلهم العربية بأفرعها بلا استثناء؛ ويتعلم التركية والفارسية من يرغب منهم؛ ويتعلم كلهم لغة، على اختيار كل منهم، من اللغات الأجنبية الآتية، وهي: الإنجليزية، والألمانية، والفرنساوية؛ كما أنهم يتعلمون الخط، والحساب، والهندسة، والجبر لغاية معادلة الدرجة الثانية، وحساب المثلثات المستقيمة الخطوط، والرسم الخطي، والتصميمات العسكرية، والجغرافيا العامة، والتاريخ، والتمارين، والحركات الحربية ، وفن التحصين - كل ذلك في ظرف خمس سنوات أو أربع، حسبما يرى الأساتذة المدرسون (4)

أن يعطى كل طالب مائة قرش صاغ شهريا، زيادة على غذائه وملبسه وسكناه وتعليمه والأدوات التي تلزمه.

وفيما عدا ذلك؛ فإن حالة التعليم، على العموم، ساءت في أيام (سعيد) عما كانت عليه في أيام (عباس)، وآلت إلى البوار، فبينما كان عدد الطلبة، المتعلمين على نفقة الحكومة في أيام (محمد علي) الزاهرة، نيفا وعشرين ألفا، ونزل عند موت الباشا العظيم إلى أحد عشر ألفا، فإنه استمر يتناقص ويقل، حتى لم يعد في أواخر حكم (سعيد)، إلا بضع مئات؛ وتضاءلت ميزانية التعليم حتى انحطت في سنة 1862 إلى ستة آلاف جنيه فقط سنويا!

فحق والحالة هذه ليعقوب أرتين باشا أن يقول: «إنه يمكن اعتبار المدة ما بين سنة 1848 وسنة 1863، فيما يختص بالتعليم العام والمعارف العمومية، كأنها معدومة.»

4

وحق لماك كون أن يقول: «إن ميدان العمل في هذه الوجهة، كان مفتوحا وخاليا على سعته، أمام (إسماعيل باشا) عندما تبوأ عرش أبيه وجده».

Bilinmeyen sayfa