Mısır Yüzyılın Üçte İkisinde
مصر في ثلثي قرن
Türler
كان الميثاق من قبل مصوغا في هذا الأسلوب: «لا ننوي البقاء في مصر إلى الأبد، ولا نطمع أن نبسط يدنا بحماية عليها»، فكيف كان هذا الميثاق بعد؟ مضت سنة وأخرى، وعشر وعشرون، ثم كاد القرن ينتصف، فماذا رأينا؟ لم نر إلا عملا وأنظمة ووسائل وتدابير لا يحتاج إليها الذي ينوي الارتحال، بل هي حاجة من ينوي البقاء إلى الأبد، على أن الأيام طاحت بصدق الشطر الأخير من الميثاق، فلم يصدق ما قيل من إنهم لا ينوون بسط الحماية، ونحن اليوم نسمع ميثاقا جديدا لولا أن مصر تحركت حركة الحياة والإباء والشرف لما سمعناه ، هذا الميثاق الجديد هو أن العدل والرحمة قضيا أن يدرب المصريون على الحكم الذاتي، ثم يكون لهم هذا الحكم!
لا ريب أن الناس جميعا ينظرون صورة هذا الميثاق فيرونه في الأرض، بينا يرفعون بأبصارهم إلى منزلة الأمة ومكان أمنيتها وموضع حقها فيرونها في السماء.
يريدون أن يدربوا المصريين على حكم أنفسهم بأنفسهم، ثم ماذا؟ لم يتفضلوا فيقلوا ماذا يكون بعد ذلك، ولكنا نحن نستطيع أن نقول، ويستطيع العدل أن يسمع حديثنا فتطيب نفسه.
الذي سيكون أحد أمرين: فإما أن نصل إلى غاية الحكم الذاتي، وإما ألا نصل، وعلى كل حال لا نعرف الوقت الذي ضرب أجلا لهذا الدرس الجديد، فليكن ثلث قرن كالذي مضى، فإذا وصلنا كانوا قد انتقضوا على أنفسهم وأضاعوا غرضهم، فأي شيء يضطرهم إلى إضاعة الوقت والغرض فيما لا يجديهم، وإذا لم نصل كانوا قد أتموا الإجهاز علينا.
إذا كان يراد منا الآن أن نقتنع بأننا سنحكم أنفسنا بأنفسنا في المستقبل، وإنهم سيودعوننا وداعا جميلا في يوم لا يعلمه إلا الله، فلماذا لا يكون ذلك اليوم؟!
وإذا كان القاصر لم يبلغ رشده على يد وصيه بعد أن تولاه ثلث قرن فمتى يبلغه؟ إن القاصر يصف نفسه بالرشد وينسب إلى الوصي ما ينسب إلى كل وصي خشن اليد، حديد الناب، طويل الظفر. ويقيم الحجة على ما يدعي فيقتنع الناس بحجته، فكيف لا يترك لنفسه ليرى الناس هل رشد أو لا يزال قاصرا؟
لئن كان حقا ما قاله المستر «روبرتسون» سنة 1905: «هل يعقل أن تفشل حكومة وطنية مثل فشلنا هذا في مدة 25 مضت؟».
فحق أيضا ما قاله الإنكليزي المنصف صاحب كتاب «تحرير مصر» سنة 1906: «لماذا لا نعترف بأن مصر بلغت سن الرشد، وأنها تعلمت ما يكفيها، وأن الساعة قد أتت لتقوم الأمة المصرية بشأن نفسها وتدبر أمرها بعقلها؛ لأن آمال القارة الأفريقية كلها معقودة بمصر؟».
نعم، كلا القولين سؤال حق، ونحن أيضا لا ندري لماذا لا يكون هذا الاعتراف؟ ولا نعلم كيف يعقل أن تفشل حكومة وطنية كفشلهم في ربع قرن؟
أليس في الأرض إنصاف؟ على أن الإنصاف في السماء إذا لم يكن في الأرض!
Bilinmeyen sayfa