أمير ياخور.
الأمير سودون الدوادار:
رأس النوبة.
الأمير أنسباي بن مصطفى:
حاجب الحجاب.
فضلا عن بضعة عشر أميرا من القواد، وناهيك بالأمراء النواب في البلاد الشامية والحلبية وهم عديدون.
وقد تقدم أن جند مصر معظمه من المماليك المبتاعين بالمال. فهم إنما يعملون طمعا بالكسب الشخصي، وليس لأحد منهم عائلة أو أسرة، يغار على وطنه من أجلها إلا نادرا.
فلما قتل الغوري في معركة «مرج دابق» التف أكبر رجاله حول السلطان سليم، وصاروا من أتباعه، وأخذوا يتقربون إليه بذكر مساوئ مولاهم وأمرائه ويظهرون له معائبهم وقبائحهم، ولم يذكروا شيئا من إحسان الغوري إليهم. وبعضهم خانه في حياته، فإن نائب قلعة حلب سلم القلعة للعثمانيين من غير حرب.
أما سائر الجند والأمراء فهربوا إلى مصر، وحال وصولهم طلبوا تعيين «طومان باي» سلطانا محل عمه «الغوري»، فامتنع لأنه كان لا يعجبه تصرفهم في الرعايا على نحو ما تقدم عن أعمال الغوري، ولم يكن «طومان باي» ممن يرضى بذلك، فألحوا عليه أن يقبل ذلك المنصب، فاصطحبهم إلى الشيخ أبي السعود، وهو من أهل الكرامة، فأحضر لهم مصحفا، وحلف الأمراء الذين حضروا بصحبة طومان باي، بأنهم إذا سلطنوه، لا يخونونه، ولا يغدرون به، ولا يخامرون عليه، وأنهم يرضون بقوله وفعله، فحلف للجميع على ذلك ثم إن الشيخ حلفهم ألا يعودوا إلى ما كانوا عليه من ظلم الرعايا، وألا يشوشوا على أحد بغير طريق شرعي، ولا يجددوا مظلمة، وأن يبطلوا جميع ما أحدثه الغوري من المظالم، ويبطلوا ما كانت على الدكاكين من المشاهدة والمجامعة ، وأن يجروا الأمور كما كانت في أيام الأشرف قايدباي، فحلفوا وانفض المجلس.
فتولى «طومان باي» سلطنة مصر رغم إرادته وهو يرى ما كانت عليه من الفساد والخلل، وما استولى على الرعايا من اليأس على أثر مظالم عمه الغوري التي ذكرناها. وكان من بين ما احتج عليهم به، أن بيت المال ليس فيه درهم ولا دينار. قال: «فإذا تسلطنت من أين أنفق على الجند؟» وهو يخاف ألا يطيعه الأمراء في محاربة العثمانيين ، لكنهم ما زالوا عليه حتى بايعوه كما تقدم ودفعوا له بخلعة السلطنة، وهي يومئذ الجبة السوداء والعمامة السوداء والسيف البداوي، ثم قدموا له فرس النوبة بغير كنبوش ولا سرج ذهب، ولا وجدوا آلة في الزردخانات، لا قيمة ولا طيرا، ولا الغواشي الذهب، ولكنهم أتموا الاحتفال بالبيعة؛ تلك كانت حال المصريين لما جاءهم السلطان سليم لفتح بلادهم.
Bilinmeyen sayfa