بفضلك في دار الفناء بحضرة الأكفاء فأجرني من فضيحات دار البقاء عند مواهب الاشهاد من الملائكة المقربين والرسل المكرمين والشهداء والصالحين من جار كنت أكاتمه سيئاتي ومن ذي رحم كنت احتشم منه في سريراتي لم أثق بهم رب في الستر علي ووثقت بك رب في المغفرة لي وأنت أولى من وثق به وأعطى من غرب إليه وأرأف من استرحم فارحمني اللهم وأنت أحدرتني ماء مهينا من صلب متضايق العظام حرج المسالك إلى رحم ضيفه سترتها بالحجب تصرفني حالا عن حال حتى انتهيت بي إلى تمام الصورة وأثبتت في الجوارح كما نعت في كتابك نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاما ثم كسوت العظام لحما ثم أنشأتني خلقا اخر كما شئت حتى إذا احتجت إلى رزقك ولم استغن عن غياث فضلك جعلت لي قوتا من فضل طعام وشراب أجريته لأمتك التي أسكنتني جوفها وأودعتني قرار رحمها ولو تكلني يا رب في تلك الحالات إلى حولي أو تضطرني إلى قوتي لكان الحول عنى معتزلا ولكانت القوة منى بعيدة فغذوتني بفضلك غذاء البر اللطيف تفعل ذلك بي تطولا على أن غايتي هذه لا أعدم برك ولا يبطئ بي حسن صنيعتك ولا تتأكد مع ذلك ثقتي فأتفرغ لما هو أحظى لي عندك قد ملك الشيطان عناني في سوء الظن وضعف اليقين فانا أشكو سوء مجاورته لي وطاعة نفسي له وأستعصمك من ملكته وأتضرع إليك في صرف كيده عني وأسئلك في أن تسهل إلى رزقي سبيلا فلك الحمد على ابتدائك بالنعم الجسام والهامك الشكر على الاحسان والانعام فصل على محمد وآله وسهل على رزقي وان تقنعني بتقديرك لي وان ترضيني بحصتي فيما قسمت لي وان تجعل ما ذهب من جسمي وعمري في سبيل
Sayfa 57