الفصل الثامن
حكومة الأتراك: تنظيمها وأصلها
في سنة ١٥٣٠، عندما طرد الإسبانيون الأندلسيين من بلادهم بواسطة الاضطهاد، أرسل الباب العالي خير الدين باشا لنجدة المسلمين ووضع تحت تصرفه أسطولا صغيرا للقضاء على الأعمال الوحشية التي يتعرضون لها (١). فجاء هذا الرسول، إذن، إلى الساحل الإسباني لإنقاذ البؤساء المطاردين
_________
(١) المعروف عند المؤرخين أن عروج وخير الدين وأخويهما كانوا يعملون في البحر لحسابهم الخاص ولكن إسلامهم المتين هو الذي حتم عليهم الجهاد البحري لإنقاذ المسلمين المضطهدين في الأندلس ولافتكاك بعض الموانىء المغربية التي كانت قد سقطت في قبضة الإسبانيين. ولم يبدأ هؤلاء الأخوة أعمالهم سنة ١٥٣٠ كما ذكر حمدان، وإنما دخلوا إلى شرقي البحر الأبيض المتوسط مع مستهل القرن السادس عشر. ولو أن الباب هو الذي أرسلهم لكان قد زودهم بأسطول قوي، ولكان يتتبع نشاطهم في كل مكان. ومعلوم أن أيا من هذين الأمرين لم يتم.
1 / 69