واستمر عامر وجدي قائلا: برنامج عن الخيانة، يا له من برنامج! ولكن احرص في النهاية على أن تؤلف كتابا وإلا نسيك الناس كما نسوني، لم يبق من الذين لم يدونوا أفكارهم إلا سقراط.
وكانت المدام تتابع أغنية يونانية طلبتها فيما يطلبه المستمعون، أغنية على لسان عذراء تعدد المزايا التي تتمناها في فتى الأحلام أو هكذا قالت المدام. إن منظرها وهي تستمع إلى الأغنية مغمضة العينين من الطرب منظر مؤثر حقا، خلاصة مبكية مضحكة لحب الحياة.
وقال عامر وجدي: وقد خلد بفضل تلميذه أفلاطون. ولكن غريب أن رضي بتجرع السم متجاهلا فرص الهرب.
فقلت بمرارة: أجل، ورغم أنه لم يكن يعاني شعورا بالإثم أو الخطأ. - وكم من أناس إذا قارنتهم بسقراط اقتنعت بأنهم لا يمكن أن يرجعوا معه إلى أصل جنسي واحد.
فقلت بمرارة وجنون: أولئك هم الخونة.
ثمة حقائق وثمة أساطير، الحياة يا بني محيرة حقا. - ولكنك من جيل الإيمان.
فضحك وهو يقول: الإيمان .. الشك .. إنها مثل النهار والليل. - ماذا تعني من فضلك؟
فسكت لحظات ثم قال: أعني أنهما لا ينفصلان. وأنت يا بني، من أي جيل؟
فقلت بضجر: العبرة بما نعمل لا بما نفكر، وإذن فأنا مجرد مشروع.
وضحكت المدام قائلة: نعمل .. نفكر .. ما هذا؟!
Bilinmeyen sayfa