47

فقلت وأنا أرى عروق معصمها النافرة وبشرتها المتكاثفة كقشرة السمكة: جميلة كما كنت!

فقالت بتسليم: المرض كبرني قبل الأوان.

ثم بلا تمهيد: ولكن هل من الحكمة أن تجازف بنقودك في مشروع جديد؟ - لا بأس بذلك أبدا. - وإذا استولت عليه الحكومة؟ - توجد أعمال مضمونة.

خمنت أنها تتردد في زحزحة البلاطة فقلت معابثا: ما أجمل أن نشترك معا في عمل مثمر!

تظاهرت بالدهشة وقالت ضاحكة: أنا! .. أوه .. البنسيون لا يجيء إلا بالكفاف!

وانضم إلى مجلسنا قلاوون الصحافة. جاء متدثرا في روب سميك. ووجدته بشوشا رغم شيخوخته الكريهة. وقال كمن يعلق على حالي وحاله: الشباب يبحث عن المغامرة، الشيخوخة تنشد السلامة.

تمنيت له صحة طيبة فسألني: أجئت الإسكندرية من أجل المشروع؟

فأجبته بالإيجاب، فعاد يسأل: وهل أنت جاد في سعيك؟ - لقد ضقت بالفراغ.

فردد قائلا:

إن الشباب والفراغ والجدة

Bilinmeyen sayfa