Minhat al-Mun'im fi Sharh Sahih Muslim
منة المنعم في شرح صحيح مسلم
Yayıncı
دار السلام للنشر والتوزيع
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م
Yayın Yeri
الرياض - المملكة العربية السعودية
Türler
= وبكاء منصوب على المفعول له. وقوله: (وركبني عمر) أي تبعني ومشى خلفي في الحال، بلا مهلة. وقد ظهر من مراجعة عمر النبي ﷺ أنه لم يكن ما فعله على سبيل الاعتراض عليه والرد لأمره، إذ لم يكن فيما بعث به أبا هريرة غير تطييب قلوب الأمة وبشراهم، بل رأى عمر ﵁ أن كتم هذا أصلح لهم وأحرى أن لا يتكلوا، وأنه أعود عليهم بالخير من معجل هذه البشرى، فلما عرضه على النبي ﷺ صوبه فيه، والله تعالى أعلم. ٥٣ - قوله: (فأخبر بها معاذ عند موته تأثمًا) أي خروجًا من الإثم، ومعناه: أن معاذًا كان يحفظ علمًا يخاف فواته بموته، فخشي أن يكون ممن كتم العلم ويأثم لأجله، وكأن معاذًا فهم من قوله ﷺ: "إذًا يتكلوا" أن النهي إنما هو عن التبشير العام خوفًا من أن يسمع ذلك من لا خبرة له ولا علم فيغتر ويتكل، أما الخاصة الذين لا يخشى عليهم الاغترار والاتكال، فيجوز إخبارهم به لأن النبي ﷺ نفسه بشر معاذًا فسلك معاذ هذا المسلك، وأخبر به الخاصة عند موته. ٥٤ - قوله: (ثم أسندوا عظم ذلك وكبره) عظم بضم العين وإسكان الظاء، أي معظمه، وكبر بضم الكاف وكسرها مع إسكان الباء، وبالكسر قرىء قوله تعالى: ﴿وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ﴾ [النور: ١١] والمعنى أنهم ذكروا شأن المنافقين وأفعالهم القبيحة، ونسبوا معظم ذلك إلى مالك بن دخشم - وهو بضم الدال والشين بينهما خاء معجمة ساكنة وفي الأخير ميم - ومالك بن دخشم هذا من الأنصار، اختلفوا في شهوده العقبة، ولكن لم يختلفوا أنه شهد بدرًا وما بعدها من المشاهد، ولا يصح عنه النفاق، بل شهد له النبي ﷺ بإيمانه باطنًا وبراءته من النفاق بقوله ﷺ في رواية البخاري: "ألا تراه! قال: لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله". وكأن مالك بن دخشم هذا ظهر منه بعض الميل والاختلاط مع المنافقين، ولم يكن عن قصد سوء ولا نفاق، لكنهم ظنوه كذلك، فرموه بالنفاق، فبرأ النبي ﷺ ساحته.
1 / 77