وقال النبي (صلي الله عليه وسلم): العلم خزائن ومفاتيحها السؤال، فاسألوا، يرحمكم الله؛ فإنه يؤجر فيه أربعة: السائل، والمسئول، والمتتبع، والمجيب لهم، وقيل: تكلموا في العلم ما لم ينزل الفخر والمراء، فإذا نزل الفخر والمراء فكفوا عن الكلام، وقيل: من سئل عن علم فكتمه - وهو يعلمه - جئ به يوم القيامة ملجأ بلجام من النار، وقيل: خرج النبي (صلي الله عليه وسلم) على ناس من قومه، وهم يتذاكرون العلم فيما بينهم؛ فقال: "تعلموا ما شئتم أن تعلموا؛ فلن تكونوا بالعلم عاملين حتى تعملوا به"(1).
فصل:
ذكر جابر بن زيد رحمه الله أن النبي (صلي الله عليه وسلم) قال: ويل لمن لا يعلم مرة، وويل لمن يعلم ثم لا يعمل سبع مرات، الجاهل لا يعذر يجهله، والعالم ملعون إن لم يعمل بعلمه، العالم غير العاقل به مدحوض الحجة، مبخوص النصيب، وقيل: من علم بما علم كان حقا على الله أن بعلمه ما جهل، وقال مالك بن دينار: إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب؛ كما يزل القطر عن الصفا. وقال عبد الله بن العباس: تذاكروا هذا الحديث لا ينفلت منكم؛ فإنه ليس بمنزلة القرآن المجموع؛ فإنكم إن لم تذاكروه انفلت منكم، ولا يقولن أحدكم: حدثت أمس فلا أحدث اليوم؛ بل أحدث أمس، وأحدث اليوم وغدا، وقال: علم علمك، وتعلم علم غيرك، وقال رسول(2) الله (صلي الله عليه وسلم): "نضر الله عبدا سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره، ورب صاحب فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى ما هو أفقه منه".
Sayfa 35