ويروي عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: باض العلم بمكة، وفرخ بالمدينة، وانتشر بالبصرة، ونهض إلى عمان.
وقيل: إن الذين نقلوا العلم من البصرة إلى عمان: "موسي بن أبي جابر الأزكوي"، وهو من بني ضبة من سامة بن لؤي بن غالب، و "بشير بن المنذر النزواني"، وهو من بني زياد أيضا من بني سامة بن لؤي بن غالبن و "محمد ابن العلا الفشحي"، وهو من كندة و "منير بن النير الجملاني" وهو من بني ريام من قضاعة بن مالك بن حمير. رحمهم الله، وغفر لهم، وجزاهم عنا وعن الإسلام وجميع المسلمين خيرا كثيرا، وفضائل العلم أكثر من أن تحصي.
فصل:
ونقيص العلم الجهل، يقال: جهلت هذا الأمر؛ إذا لم تعلمه، وتعرف حقيقته، والجاهل: هو الذي غلب عليه الجهل، والمتجاهل المتعمد للجهل القاصد له(1)، وبينهما فرق؛ والجهل مأخوذ من الأرضين المجاهل؛ وهي التي لا أعلام لها، ولا يهتدي لطرقها الواحد يجهله، والجهل مستقبح بإجماع.
وقيل: الجهل داء، والعلم دواه، والجهل عورة تستتر، والعلم زينة تظهر، والجهل أقبح ما في الإنسان، فالعلم أصلح ما فيه، ومن جهل شيئا فقد عاداه، وقيل: المرء عدو ما جهل.
وكذلك الأمم: لما جهلوا فضل أنبيائهم ونبوتهم عادوهم، وحاربوهم إلا من عرف فضلهم وصدق نبوتهم.
Sayfa 22