============================================================
(0) 10 وما توفيقي إلا بالله عليه توكلث وإليه أنيب الحمد لله منبه الراقدين في غفلاتهم بمرعجات الإيقاظ، ومنزه التائبين من هفواتهم بملاطفات الوغاظ، ومحدث العارفين في خلواتهم لا بالكلمات والألفاظ، ومحذر الزاهدين شوب(1) شهواتهم حتى قذفوا على الظلماء يسير اللماظ (2)، وغضوا عن غض المشتهى أبصار المنى، واستوثقوا من اللحاظ (3)، وقاموا إلى محاربة الهوى قيام الليث العبوس الحرب(4) المغتاظ، وحفظوا ما استحفظوا فحفظوا، وإنما الحفظ للحفاظ: أحمده حمدا كثيرا فائت العدد، دائم الإلظاظ(5)، وأصلي وأسلم على نبيه محمد، الذي أعجز الفصحاء بما جاء به، فنسي قسن(2) يوم عكاظ (1)، وعلى (1) الشوب: الخلط والشوبة: الخديعة. القاموس (شوب).
(2) اللماظ: جمع لمظة، وهي النكتة من البياض.
(3) اللحاظ: مؤخر العين، والجمع لحظ: 4) يقال: رجل حرب، أي: شديد الحرب شجاع.
(5) الالظاظ: لزوم الشيء والمثابرة عليه، والقعل: ألظ، أي: لازم ودام، وفي الحديث: "ألظوا بياذا الجلال والإكرام".
(2) هو قس بن ساعدة الايادي، خطيب العرب وحكيمهم، معمر من أهل الفترة. أدركه رسول الله قبل البعثة. توفي نحو سنة 10 قبل البعثة. الإصابة 1/5، والأعلام 5/ 196.
(7) عكاظ: سوق بين نغلة والطائف، كانت تقوم هلال ذي القعدة، وتستمر عشرين يوما، تجتمع فيها قبائل العرب، فيتعاكظون، أي: يتفاخرون ويتناشدون ما أحدثوا من الشعر.
Sayfa 5