============================================================
ريع العبادات (تاب اسرار الطهارة ومهماتها فصل ولا بأس بدخول الحمام، فقد دخله جماعة من أصحاب رسول الله، لكن على داخله صيانة عورته من نظر الغير إليها ولمسه إياها.
وينيغي للداخل أن يتحين وقت فراغ الحمام فإنه أشتر إذ لو اجتمع فيه أهل خير ودين لم يؤمن في حركاتهم من انعطاف الأزر فيقع بصر بعضهم على عورة بعض.
وينبغي دخول الحمام بتدريج إلى أن يدخل إلى المكان الحار، وأن لا يصب من الماء إلا ما يحتاج إليه خصوصا من الماء الحار؛ لأن كلفته أكثر، وأن يتذكر بحرارته حر النار، فإن فكرة المؤمن لا تزال تجول في كل شيء من أمور الدنيا، فتذكر به أمور الآخرة؛ لأن الغالب على المؤمن أمر الآخرة، وكل إناء ينضح بما فيه، ألا ترى أنه لو دخل بزاز ونجار وبناء وحائك إلى دار معمورة رأيت البزاز ينظر إلى الفرش يتأمل قيمته، والحائك ينظر إلى نسج الثياب، والنجار إلى السقف، والبناء إلى الحيطان، فكذلك المؤمن إن رأى ظلمة ذكر ظلمة القبر، وإن سمع صوتا هائلا تذكر نفخ الصور، وإن رأى نعيما ذكر الجنة، وإن رأى عذابا ذكر النار.
ولا يسن في الحمام سلام، ويكره دخوله قريبا من الغروب وما بين العشائين، فإنه وقت انتشار الشياطين، ولا بأس بالتدليك والتغميز لكنه يمنع المدلك من مس عورته، وقد ذكرث مما يستعمل في الحمام من جهة الطب في كتاب "لقط المنافع" أشياء نافعة ليس هذا الكتاب موضعها، فلتطالع من ثم.
فصل وأما الأجزاء التي تحذف فثمانية أيضا : الأول : شعر الرأس، وما كان رسول الله يحلق رأسه إلا في الحج، وكذلك أصحابه، وعامة العلماء بعدهم، واختلفت الرواية عن الإمام أحمد رحمه الله: هل يكره حلق الرأس أم لا؟ ويكره القزع، وهو: أن يحلق بعض الشعر ويترك بعضه.
Sayfa 101