332

Minhaj Muttaqin

كتاب منهاج المتقين في علم الكلام(للقرشي)

القول في القضاء والقدر

القضاء يستعمل في اللغة بمعنى الخلق نحو: {قضاهن سبع سماوات} وبمعنى الأمر نحو: {وقضا ربك ألا تبعدوا إلا إياه} وبمعنى الإعلام نحو: {وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن} ونحو: {وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع} وبمعنى الفراغ نحو: {فلما قضى موسى الأجل} ونحو: {فلما قضى ولوا إلى قومهم}، وأما القدر فلم يرد إلا بمعنى الكتابة والعلم نحو قوله:

واعلم بأن ذا الجلال قد قدر.. في الصحف الأولى التي كان شطر.. أمرك هذا فاجتنب منه النتر، أي علم وكتب. وكقوله: {إنا كل شيء خلقناه بقدر} أي بعلم فإذا أرادوا به التقدير فق دورد بمعنى الخلق نحو: {وقدر فيها أقواتها} وبمعنى الكتابة أيضا والعلم نحو: {قدرناها من الغابرين}.

فصل

واتفق أهل القبلة على إثبات القضاء والقدر في جميع أفعال العباد بمعنى العلم والكتابة، واتفقوا على بقية بمعنى الأمر، واختلفوا في هل قضا أفعال العباد وقدرها بمعنى خلقها فأنكره أهل العدل.

وقال به أهل الجبر.

لنا: ما تقدم في مسألة خلق الأفعال.

Sayfa 338