322

Minhaj Muttaqin

كتاب منهاج المتقين في علم الكلام(للقرشي)

وأما وصفه تعالى بأنه نور في قوله: {الله نور السماوات} فمجاز، ومعناه: المنور أو الهادي لأهل السماوات والأرض، ومنها الهادي والمرشد، وأما المضل فإطلاقه يوهم الخطأ فلا بد من تقييده فيقال: أضل الكفار، بمعنى أهلكهم أو عذبهم أو /216/ سماهم كذلك. ومنها: اللطيف واللاطف والعاصم والموفق والمصلح والمسدد كله بمعنى فاعل اللطف وبالعكس الخاذل والمسلط ونحو ذلك.

ومنها الخير أي فاعل الخير، نقيض الشريرن وقد أجاز إطلاقه أبو علي ومنعه أبو هاشم. قال: لأنه صار بالعرف اسما لمن يستحق الثواب كقولنا: فاضل وصالح، وقد امتنعا بالإجماع، فلذلك خير.

ومنها: الكريم، أي فاعل الكرم، وإن استعمل بمعنى المتنزه عما لا تنبغي الصفات، ومنها: البر الرحيم الراحم الرحمن الرؤوف، أي فاعل الرحمة، وهي النعمة، وليس المراد رقة القلب؛ لأن الأصل هو النعمة، ولهذا لو حصلت رقة القلب في الشاهد ولا نعمة لم تسم رحمة.

ومنها: الرازق والرازق والوهاب، فإذا أكثر من ذلك فهو الباسط، وإن قدره بمعنى بحسب المصلحة فهو القابض، فإذا أخبر عن نفسه بإيصاله فهو الكفيل والكافل والمتكفل.

ومنها الغياث، أي فاعل الغوث. ومنها: المؤمن، أي فاعل الأمان من العقاب، أو مصدق أنبيائه بالمعجزات، ومثله المهيمن أي المصدق والشاهد كما قال تعالى ومهيمنا عليه أي شاهدا، قال الشاعر:

إن الكتاب مهيمن لنبيئنا .... والحق يعرفه ذوو الألباب

وأما السلام فمعناه المسلم من الآفات والعقاب والمحن، وهو مجاز من باب تسمية الفاعل باسم فعله.

ومنها: الطالب والمدرك، معناه يطلب الحق من الظالم فلا يفوته ما طلب، والمراد بالطلب هنا والإدراك فعل ما معه يصل المظلوم إلى حقه، ومنها: المثيب والمعاقب، أي فاعل الثواب والعقوبة والدال على أنه يفعلهما، ومنها المجيد والماجد، قال الزجاج: معناه الفعال، وقيل: هو مثل جواد.

Sayfa 328