182

İmanın Şubeleri Üzerine Bir Yolculuk

المنهاج في شعب الإيمان

Soruşturmacı

حلمي محمد فودة

Yayıncı

دار الفكر

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٣٩٩ هـ - ١٩٧٩ م

Türler

يظهر الفعل المتقن السديد إلا من حكيم، كما لا يظهر الفعل على وجه الاختيار إلا من حي عالم قدير.
ومنها السيد: هو أسم لم يأت به الكتاب، ولكنه مأثور عن النبي ﷺ فإنه روي عنه أنه قال لوفد بني عامر: "لا تقولوا السيد فإن الله هو السيد". ومعناه المحتاج إليه الإطلاق، فإن سيد الناس إنما هو رأسهم الذي إليه يرجعون ويأمره يعملون، وعن رأيه يصدرون، ومن قوته يستمدون.
فإذا كانت الملائكة والأنس والجن خلقا للباري جل ثناؤه لم يكن بهم غيبة في يدي أمرهم وهو الموجود، إذ لو لم يوجدهم لم يوجدوا ولا في الإبقاء بعد الإيجاد، ولا في العوارض أثناء البقاء كان حقا له جل ثناؤه وأن يكون سيدا، وكان حقا عليه أن يدعوه بهذا الاسم.
ومنها الجليل: وذلك أيضا مما ورد به الأثر عن رسول الله ﷺ، وفي الكتاب: ﴿ذو الجلال﴾ ومعناه المستحق للأمر والنهي، فإن جلال الواحد فيما بين الناس إنما يظهر بأن يكون له غيره أمر نافذ ولا تحد من طاعته فيه يد، وإذا كان من حق الباري جل ثناؤه على من أبدعه أن يكون أمره عليه نافذا وطاعته له لازمة وجب له اسم الجليل حقا، وكان لمن عرفه أن يدعوه بهذا الاسم، وبما يجرب مجراه ويؤدي معناه.
ومنها البديع: ومعناه المبتدع وهو يحدث ما لم يكن مثله قط. قال الله ﷿: ﴿بديع السموات والأرض﴾ أي مبدعها. والمبدع من له إبداع، فلما ثبت وجود الإبداع من الله تعالى لعامة الجواهر والأعراض استحق أن يسمى بديعا ومبدعا.
ومنها الباري: قال الله ﷿: ﴿الباري المصور﴾ وهذا الاسم يحتمل معنيين: أحدهما: الموجد لما كان في معلومة من أصناف الخلائق، وهذا هو الذي يشير إليه قوله ﷿: ﴿ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها﴾، ولا شك أن إثبات الإبداع والاعتراف به للباري ﷿ ليس يكون على أنه أبدع بغتة من غير علم سبق له بما هو مبدعه، لكن على انه كان عالما بما

1 / 192