============================================================
فإذن يستحسن الإنسان من نفسه كل قبيح، ولا يكاد يطلع على عيب لها وهي في عداوتها وأضرارها، فما أوشك ما توقعه في كل هلاك وفضيحة وهو لا يشعر إلا أن يحفظه الله تعالى بفضله ، ويعينه عليها برحميه ثم أقول : تأمل ايها الرجل نكتة واحدة مقنعة ، وهي أنك إذا نظرت..
وجدت أصل كل فتنة وفضيحة، وخزي وهلاك، وذنب وآفة وقع في خلق الله تعالى من أول الخلق إلى يوم القيامة من قبل هلذه التفس ؛ إما بها وحدها، أو بمعونتها ومشاركتها ومساعدتها فأولك معصية لله تعالى كانت من إبليس، وكان سببه بعد القضاء السابق هوى النفس بكبرها وحسدها، ألقته بعد عبادة ثمانين ألف سنة - فيما قيل- في بحر الضلال ، فغرق إلى أبد الآبدين ؛ إذ لم يكن هنالك دنيا ولا خلق ولا شيطان، بل كانت النفس بكبرها وحسدها، فعملت به ما عملت: ثم ذنب آدم وحواء عليهما السلام، طرحتهما شهوة النفس في ذلك، وحرضهما على البقاء والحياة، حتى آغترا بقول إبليس، فكان ذلك إذن بعون النفس وشركتها، حتى سقطا بذلك من جوار الله تعالى وقرار الفردوس إلى هذذه الدنيا الحقيرة النكدة ، الفانية المهلكة ، ولقي أولادهما ما لقوا من ذلك اليوم إلى أبد الابدين.
ثم حديث قابيل وهابيل ، كان السبب في أمرهما الحسد والشخ.
ثم حديث هاروت وماروت، كان السبب في شأنهما الشهوة(1)، ثم هلم جرا إلى يوم القيامة.
Sayfa 95