============================================================
أحدهما كثير الخير ، كثير الشر، والآخر قليل الخير ، قليل الشر؟ قال : (لا أعدل بالسلامة شيئا)(1): ومثالك ما قلناه : حال المريض، وذلك أن معالجة المريض نصفان : نصف هو الدواء، ونصث هو الاحتماء، فإن اجتمعا معا.. فكأنك بالمريض قد برىء وصح، وإلا.. فالاحتماء به أولى؛ إذ لا ينفع دواء مع ترك الاحتماء، ولقد ينفع الاحتماء مع ترك الدواء: ولقد قال صلى الله عليه وسلم : 0 أصل كل دواء الجمية"(2) ، والمعني بها والله أعلم: أنها تغني عن كل دواء ، ولذا يقال : إن أهل الهند جل معالجتهم الحمية بمنع المريض عن الأكل والشرب والكلام عدة أيام، فيبرأ ويصح بذلك لا غير .
فتبين لك بهلذه الجملة أن التقوى ملاك الأمر وجوهره ، وأهلها هم الطبقة العليا من العباد ، فعليك ببذل المجهود في ذلك وصرف كل العناية إليه ، والله سبحانه ولي التوفيق.
فتا (في رعاية العين واللسان والبطن والقلب] ثم راع هلذه الأعضاء الأربعة التي هي الأصول : الأول : العين ، وحسبك فيها أن مدار أمر الدين والدنيا على القلب ، وأن خطر القلب وشغله وفساده في الأكثر من العين، ولذلك قال علي رضي الله عنه : (من لم يملك عينه.. فليس للقلب عنده قيمة) والثاني : اللسان، وحسبك أن فيه ربحك وغنيمتك وثمرة تعبك واجتهادك كله للعبادة والطاعة، وأن خطر العبادة وإحباطها وإفسادها في الأكثر من قبل اللسان، بالتصنع والتزين والغيبة ونحوها، يتلف عليك بلحظة واحدة ما تعبت
Sayfa 146