============================================================
حرام. . فلا تؤاخذني به ، ثم يبل الرغيف في الماء ويأكله .
قلث : فهلذان الطريقان للطبقة العليا من أهل الورع فيما نعلمه، وأما من دونهم.. فلهم احتياط وبحث على مقدار، ولهم أيضا نصيث من الورع على مقدار، وبقدر ما تتعنى تنال ما تتمنى، والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا، وهو عليم بما يفعلون.
فإن قيل : فهذا جانب الحرام، فأخبرنا عن جانب الحلال، وما حد الفضول الذي يلزم منه الحبس والحساب 9 وما المقدار الذي إذا أخذه العبد.
يكون ذلك أدبا ولا يكون فضولا ، ولا عليه فيه حبس ولا حساب؟
يقال له : فاعلم : أن أحوال المباح في الجملة ثلاثة أقسام : أحدها : أن يأخذه العبد مفاخرا مكاثرا ، مباهيا مرائيا ، فيكون الأخذ منه فعلا منكرا، يستوجب على ظاهر فعله الحبس والحساب، واللوم والتعيير، وهو منكر وشر يستوجب على باطن فعله - وهو التكاثر والتفاخر- عذاب النار، وذلك القصد منه معصية وذنب ؛ لقوله تعالى : أنما الحيوة الدنيا لعب ولمتو وزينة وتفاخ إلى قوله : { وفى الآخرة عذاب شديد) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : 8 من طلب الدنيا حلالا مباهيا، مكائرا مفاخرا مرائيا.. لقي الله تعالى وهو عليه غضبان "(1)، فالوعيذ على قصده ذلك بقلبه.
والقسم الثاني : أن يأخذ الحلال لشهوة نفسه لا غير، فذلك منه شر يستوجب عليه الحبس والحساب؛ لقوله تعالى: { ثر لتسعلن يؤميذ عن النعيو) وقال صلى اللهعليه وسلم : " الدنيا حلالها حساث ، وحرامآها عقاي "(2)
Sayfa 138