Minhaj al-Talibin wa-Bulugh al-Raghibin
منهج الطالبين وبلاغ الراغبين
Türler
الحي: مشتق من الحياة، وهو الدائم الذي لا يفني، ولا يزال حيا، وهو يحيي، ويميت، وهو الحي الذي لا يموت، وهو الحي بنفسه؛ لأنه عالم، وقادر؛ فلا يكون العالم بالأشياء، والقادر عليها- إلا حيا، فلما كانت أفعاله دالة علي علمه بها، وقدرته عليها- كانت دالة علي أنه حي، وحياته: إثبات ذاته.
القيوم:
قيل: هو القائم، وهو الدائم الذي لا يزول، ومعناه: أنه الحي قبل كل شيء، الذي لا يموت، ولا تفنيه الدهور، ولا يغيره انقلاب الأمور.
وفيه لغتان: قيوم علي وزن فيعول، وقيام علي فيعال، وفيه لغة أيضا قيم علي وزن سيد.
وقيل: القيوم: القائم في خلقه بما فيه صلاحهم ورشدهم، كقوله تعالي: " أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت".
الغفور:
يقال: غفور، وغافر، وغفار ثلاث لغات، وهو من المغفرة، وهو الستر؛ كأنه ذنوب العباد؛ لأنه بفضله يستر العيوب، ويغفر الذنوب.
والغفار: الذي يغفر ذنبا بعد ذنب، وأما الغافر: فهو بالإضافة. يقال: غافر الذنب، وقابل التوب- سبحانه، وتعالي- لا غفار غيره.
ملك:
ملك، ومالك، ومليك؛ قد جاء ذلك كله في القرآن، وكلها مشتقة من الملك، والملك: يوصف به المخلوق مجازا، [أما في الله] فيقال: مالك كل شيء، ولا يقال ملك كل شيء؛ لأن [لفظ] مالك أجمع، وأوسع.
وقال أبو عبيدة (رحمه الله) في قول الله تعالي:" فتعالى الله الملك الحق": هو الذي لا يموت، ولا يسلب ملك الملوك، ويفنيهم، ويقول:" لمن الملك اليوم"؟ فيجيب نفسه؛- إذ لم يكن أحد يجيبه- " لله الواحد القهار".
وقيل: المالك يكون ملكا، وغير ملك، ولا يكون الملك إلا مالكا، وهذا في الدنيا للمخلوقين[أما] الله عز وجل: فملك، ومالك، ومليك.
Sayfa 282