358

============================================================

ال وأبو شامة: إنه لا يصدق مدعي الرؤية في الدنيا حال اليقظة، فإنها شيء منع منه كليم الله موسى عليه السلام. واختلف في حصول هذا المرام لنبينا في ذلك المقام، فكيف يسمح لمن لم يصل إلى مقامها؟ وقال الكواشي في تفسير سورة النجم: ومعتقد رؤية الله تعالى هنا بالعين لغير محمد غير مسلم.

ل وقال الأردبيلي في كتابه "الأنوار": ولو قال: إني أرى الله تعالى عيانا في الدنيا او يكلمني شفاها كفر. انتهى.

لكن الاقدام على التكفير بمجرد دعوى الرؤية من الصعب الخطير(1)، فإن الخطأ في إبقاء ألف كافر أهون من الخطأ في إفناء مسلم في الفرض والتقدير، فالصواب ما قدمناه من الجواب أنه انضم مع الدعوى ما يخرج به عن عقيدة أهل التقى فيحكم عليه بأنه من أهل الضلالة والردى، والسللم على من اتبع الدى) [طه: 47] .

11 - ومنها: رؤية الله سبحانه وتعالى في المنام: فالاكثرون على جوازها من غير كيفية وجهة وهيئة أيضا في هذا المرام، فقد نقل أن الإمام أبا حنيفة قال: رأيت رب العزة في المنام تسعا وتسعين مرة، ثم راه مرة أخرى تمام المائة، وقصتها طويلة لا يسعها هذا المقام. ونقل عن الإمام أحمد رضي الله عنه أنه قال: هارأيت رب العزة في المنام، فقلت: يا رب بم يتقرب المتقربون إليك؟

(1) ما أحسن التورع والتحفظ في تكفير المسلمين إلا بما ثبت بالضرورة ثبوته او نفيه، فمن اتكر ما ثبت ضرورة، أي بدليل قطعي عن علم فقد كفر والعياذ بالله .

Sayfa 358