355

============================================================

ال والسلام: "لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب "(1) إشارة إلى أن رحمة الله لا تدخل قلبا ارتسخ فيه صفات سبعية.

- ومنها: هل يجوز رؤية الله تعالى في الدنيا بعين البصر للأولياء؟: فقد جاءني سؤال واقعة حال فيمن ادعى ذلك من بعض الأغبياء.

فكتبت الجواب بحسب ما ظهر لي وجه الصواب وهو إجماع الأئمة من أهل السنة والجماعة، على أن رؤيته تعالى بعين البصر جائزة في الدنيا ال والاخرة عقلا، وواقعة وثابتة في العقبى سمعا ونقلا .

واختلفوا في جوازها في الدنيا شرعا، فاثبتها اكثرون ونفاها آخرون؛ ثم الذين اثبتوها في الدنيا خصوا وقوعها له صلى الله تعالى عليه ال وسلم في ليلة الإسراء على خلاف في ذلك بين السلف والخلف من العلماء والأولياء، والصحيح أنه إنما رأى ربه بفؤاده لا بعينه كما في شرح العقائد [ص 54] وغيره؛ فالقائل بأني أرى الله في الدنيا بعين بصرية ان أراد به رؤيته في المنام، ففي جوازه خلاف مشهور بين علماء الأنام، مع أن الرؤية المنامية لا تكون بالحاسة البصرية بل بالتصورات المثالية او التمثيلات الخيالية؛ وإن أراد بها حال اليقظة، فإن قصد به حذف المضاف وأراد آنه يرى آنوار صفاته ويشاهد أنواع آثار مصنوعاته فهذا جائز بلا مرية؛ كما ورد عن بعض الصوفية: ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله او بعده آو فيه آو معه.

(1) (لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب) اليخاري بدء الخلق 17، ابو داود لباس 44، 45، الترمذي أدب 44، الموطا 167، صيد 19 .

Sayfa 355