336

============================================================

توهم أن للحق مكانا فهو مشبه. انتهى(1).

ولا شك أن ابن عبد السلام من أجل العلماء وأوثقهم، فيجب الاعتماد على نقله لا على ما نقله الشارح، مع أن أبا مطيع رجل وضاع عند أهل الحديث كما صرح به غير واحد.

ال و الحاصل أن الشارح يقول بعلو المكان مع نفي التشبيه، وتبع فيه طائفة من أهل البدعة، وقد تقدم عن أبي حتيفة رحمه الله آنه يؤمن بالصفات المتشابهات ويعرض عن تاويلها، ويتزه الله تعالى عن ظواهرها، ويكل علمها إلى عالمها كما هي طريقة السلف وكثير من الخلف، ومذهبهم أسلم وأعلم وأحكم، ولقد أغرب حيث قال: المكانة تأنيث المكان، وأراد أنهما واحد في المعنى، ولم يفرق بين المنزلة المعنوية وبين المرتبة الحسية مع أنه أورد ما جاء في الأثر: "إذا أحب أحدكم أن يعرف كيف منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله فسي قلبه، فإن الله ينزل العبد من نفسه حيث أنزله العبد من قلبه"(2)، م قال: وهو ما يكون في قلبه من معرفة الله ومحبته وتعظيمه وغير ذلك. انتهى. فهو من قبيل ما ورد في قوله عليه الصلاة والسلام: (1) انظر: الإمام أبو حنيفة ص 260 للمعلق.

وجاء في الفقه (الأبسط) للإمام: قول من قال: لا أدري اللله في السماء او في الأرض، كفر، قال الشيخ أبو الليث السمرقندي في شرح هذه الرسالة بعد أن أورد عبارة الإمام: لأنه يعني يذلك نسبة الجهة إلى الله تعالى، ثم تردد في تعيينها والقول بالجهة عنده كفر. اه: (2) (إذا احب أحدكم أن يعرف متزلته عند الله...) ابن المبارك في الزهد ص 50.

Sayfa 336