============================================================
فحفرها، فآذاه سفهاء قريش ولم يكن له إلا ولده الحارث، فنذر إن رزق عشرة بنين. ليذبحن آخرهم لله تعالى، فلما تموا عشرة.. رأى من يأمره بوفاء نذره، فانتبه فذبح كبشا، فرأى أنه لا يجزئه فذبح ثورا، فرأى أنه لا يجزئه، وهلكذا حتى أمر بذبح آحد بنيه كما تذر، فاقرع بينهم فخرجت على عبد الله، فجاء به ليذبحه عند الكعبة، فمنعه سادة قريش وأمروه بمشاورة كاهنة، فأشارت آن يقرع بينه وبين عشر من الإبل، وأنه كلما خرجت القرعة عليه.. يزاد عشرة، فلما بلغت مثة.. خرجت القرعة عليها فذبحها(1)، ولهاذا قال صلى الله عليه وسلم : " أنا أبن الذبيحين"(2) وصح : (أنه أقر من قال له ذلك)(3)، والثاني إسماعيل، وعلى أنه إسحاق- وعليه الاكثرون - فقد مر أن العرب تسمي العم أبا.
وتداهى إيوان كشرى ولؤلا آية مثك ما تداعى البناء ل
(و) من عجائب ليلة ولادته صلى الله عليه وسلم أنه (تداعى) آي: تهادم؛ أي : أشرف على الهدم؛ لأنه انشق شقا بينا آل به إلى خرابه (إيوان) بكسر الهمزة، ويقال فيه : إوان ككتاب، وفسره الجوهري : بأنه الصفة العظيمة كالأزج، وغيره : بأنه بيت مؤزج؛ أي: مبني طولا غير مسدود الوجه؛ أي: فهو صفة طويلة واسعة، بأولها عقد واسع، قال: وهو فارسي، وقيل: هو البيت العالي، وقيل: بيت كبير مستطيل ذو شرافات، وقيل: بيت الملك المعد لجلوسه مع آرباب مملكته لتديير ملكه والحاصل : أن ذلك الإيوان كان من أعاجيب الدنيا سعة وبناء وإحكاما (كسري) أنو شروان- بفتح الكاف وكسرها - معرب: خشرو(4)؛ أي: واسع (1) انظر " سيرة ابن هشام "(151/1) وما بعدها.
(2) اخرجه الحاكم (559/2) (3) انظر حديث الحاكم (554/2) (4) في (ج): (خسر) وفي غيرها : (قسرى)، والمثبت من 9 القاموس " و1 اللسان ".
17
Sayfa 51