============================================================
(أسفرت) صفة أو حال أيضا؛ أي: انحسرت وانقضت (عنه) أي: عن ذلك المحيا، أو أضاءت متجاوزة عنه (ليلة) عظيمة (غراء) آي: بيضاء بظهور نوره فيها وعقبها، وهذا أولى من جعل ذلك لظهور القمر فيها بناء على أنها ليلة ثاني عشر، أو لكونها من الغرر بناء على أنها ليلة ثاني الشهر وغرته ثلاث ليال ؛ لأن كلا من هلذين لا مدح فيه له صلى الله عليه وسلم، بخلاف الأول المأخوذ من الغرة، وهي : بياض في وجه الفرس، فهي غرة في وجه الدهر، ثم آبدل منها قوله: يت. -.1910 .....
لئلة المؤلد الذي كان للدي ن شرود بيؤمه وأزدهاء (ليلة المولد) بكسر اللام : زمن الولادة، وبفتحها مكانها، وكلاهما ههنا بعيد، فالأحسن: أنه مصدر ميمي؛ أي: ليلة الولادة (الذي كان) أي: دام واستمر، على حد: وكان الله غفورا رجيما}، (للدين) وهو لغة: الجزاء، واصطلاحا: الشرع المبعوث به النبي صلى الله عليه وسلم: وحد أيضا: بأنه وضع إللهي، سائق لذوي العقول باختيارهم المحمود إلى ما هو خير لهم بالذات (سرور) أي: فرح عظيم (بيومه) واليوم في عرف الفلكيين ونحوهم: من طلوع الشمس إلى غروبها، وفي عرف الشرع: من طلوع الفجر، وأضاف ذلك ليوم المولود دون ذاته مبالغة في زيادة عظمته؛ لأن ذلك إذا وقع لظرفه التابع له.. فكيف بذاته ؟! ( وازدهاء) أي: افتخار؛ أي : هلذه الليلة الغراء هي ليلة ولادتك وأنت أشرف مولود، فلأجل ذلك سر الدين وأهله باليوم الذي برزت فيه إلى هلذا الوجود على الوجه الأكمل، وافتخرا وتاها به على سائر الأديان والأيام.
تنبيه : أضاف الناظم كلأ من الليلة واليوم إلى المولد، فاحتمل أن يكون من القائلين بأنه ولد ليلا، واستدلوا بما رواه ابن السكن من حديث عثمان بن أبي العاصي، عن أمه فاطمة بنت عبد الله الثقفية: أنها شهدت ولادة النبي صلى الله عليه وسلم ليلا، قالت : (فما شيء أنظر إليه من البيت إلا نورا، وإني لأنظر إلى النجوم تدنو حتى إني لأقول : يقعن علي) ورواه البيهقي ولم يذكر فيه إلا النور وتدلي
Sayfa 47