============================================================
(الصفواء) أي: رجعت الحجارة عن إصابته، بل خمدت في يد راميها الذي هم ايضا بقتله.
106 وأبو جهل إذ رأى عنق الفخ ل إليه كأنه العنقاء !
(و) هم (أبو جهل) عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي، وكان من أشد الأعداء على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك آنه اجتمع هو وقريش يومأ، فجاءهم صلى الله عليه وسلم، وبالغ في إنذارهم وتسفيه أحلامهم وسب ألهتهم، فأظهروا له شدة الإباء والتعنت، فانصرف عنهم حزينا عليهم، فقال لهم آبو جهل اللعين : يا معشر قريش؛ إن محمدا قد أبى إلا ما ترون، وإني أعاهد الله لأجلسن له غدا بحجر لا يطيق حمله، فإذا سجد في صلاته. رضخت به رأسه، فأسلموني عند ذلك أو امنعوني، فليصنع بي بنو عبد مناف ما بدا لهم، فقالوا: والله ما نسلمك لشيء أبدأ، فلما أصبح. أخذ حجرا كما وصف، فلما سجد صلى الله عليه وسلم- كعادته - وقريش ينظرون.. احتمل اللعين الحجر ثم أقبل نحوه ، حتى إذا دنا منه:.
رجع منهزما منتقعا لونه، مرعوبا قد يبست يداه على حجره حتى قذفه، فقاموا إليه فقالوا: ما لك يا أبا الحكم؟ قال : قمت إليه لأفعل ما قلت لكم البارحة، فلما دنوت منه.. عرض لي دونه فحل من الإبل، لا والله ما رأيت مثل هامته ولا مثل صورته وأنيابه لفحل قط، فهم بي أن يأكلني، وذكر أنه صلى الله عليه وسلم قال : "ذلك جبريل، لؤ دنا مني.. لأخذه "(1).
(إذ) ظرف د (هم) المقدر قبل (أبو جهل) لأنه معطوف على: (هم قوم بقتله) أي : وهم أيضا أبو جهل بقتله بالحجر الذي حمله وقت أن (رأي عنق) بسكون النون وضمها (الفحل) وقد برز ( إليه كأنه العنقاء) أي : الداهية العظيمة، أو الطائر العظيم المعروف، وبين (عنق) و(عنقاء) جناس الاشتقاق أو شبهه، (1) انظر سيرة ابن هشام *(298/1).
Sayfa 185