118

Mekke Hatıraları

Türler

============================================================

علمنا وأبصرنا نظير ما مر، واستعمال المشترك في معنييه واللفظ في حقيقته ومجازه.. جائز، وعلى منعه الذي ذهب إليه الأكثرون.. هو من عموم المجاز (ما) أي: شخصا (ليس يعقل) أصلأ كالحيوان والجماد (قد ألهم) من المصالح، وهذذه الجملة في موضع ثاني مفعولي (رأي) (ما) أي: كثيرا (ليس يلهم العقلاء) إذ أبى الفيل ما أتى صاحب ألفي حل ولم ينفع الحجا والذكاء (إذ) ظرف أو علة ل( رأى) (أبى) أي : امتنع ( الفيل) المذكور في الآية من أن يفعل (ما أتي) آي: عزم عليه (صاحب الفيل) وهو أبرهة ملك صنعاء، وهو دخوله الحرم لهدم الكعبة، وبين (أبى) و(أتى) الجناس المصحف، ومنه قوله تعالى : وهم يخسبون أنهم يحسنون صنعا (ولم ينفع الحجا) أي: العقل الوافر ( والذكاء) اللذان اتصف بهما، فلم يوفق لما وفق له الفيل مع وضوح فرقان ما بينهما في الذكاء والعقل، فعلم أن الهداية والضلال ليسا إلا بتوفيق الله تعالى وهدايته أو خذلانه وعدم رعايته.

وبسط هلذه القصة : أن أبرهة ملك اليمن من قبل أصحمة النجاشي بنى كنيسة بصعاء، وكتب إلى النجاشي: قد بنيت لك كنيسة بصنعاء، وأريد أن أصرف حج العرب إليها، فجاء رجل من بني كنانة فأحدث فيها، فسمع بذلك فغضب وحلف ليسيرن إلى كعبة العرب ويهدمها، فأمر الحبشة فتهيأت، ثم سار وخرج معه فيل واحد يسمى محمودا، وقيل: اكثر، فخرج عليه ملوك فقهرهم وأسرهم إلى أن قرب من المغمس عند عرفة، فبلغ ذلك عبد المطلب فقال : يا معشر قريش؛ لا يصل لهدم البيت، إن له ربا يحميه، ثم أرسل أبرهة خيلا فاستاقت إبل قريش وغيرهم، ولعبد المطلب فيها أربع مئة ناقة، فركب في قريش حتى بلغ جبل ثبير، فاستدارت دائرة غرة رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبينه كالهلال، واشتد شعاعها على الكعبة مثل السراج، فقال : ارجعوا فقد كفيتم، فوالله ما استدار هذذا النور مني إلا أن يكون الظفر لنا، فرجعوا، ثم أرسل أبرهة رجلأ لسيدهم - وهو عبد المطلب - ليخبره انه لا حاجة له بدمائهم، وإنما غرضه تخريب الكعبة، فإن مكنتموني، نجوتم،

Sayfa 118