Nakilden Yaratıcılığa
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (٢) التأليف: تمثل الوافد - تمثل الوافد قبل تنظير الموروث - تمثل الوافد بعد تنظير الموروث
Türler
16
ويذكر سقراط، كما يذكر زيد وعمرو عند العرب، أو بطرس وبولس في الغرب المعاصر، للدلالة على الشخص المجهول بمعنى «أحد من الناس».
ومع ذلك فالموضوع من الموروث، «التوحيد»، والرسالة محاولة للتحول من الكلام إلى الفلسفة، ومن التشبيه إلى التنزيه، ومن النقل إلى العقل، ومن العقيدة الإسلامية إلى الحكمة الخالدة التي تجمع بين الإسلام والنصرانية؛ فقد اختلف الناس في معنى الوحدانية؛ أنه لا نظير له، وأنه موجود كما يقول أحد متكلمي عصرنا، وأنه مبدأ العدد، وأنه أحد المعاني التي يوصف بها سواه من الموجودات. كما اختلفوا في وحدانيته؛ من كل الجهات، أم أنه واحد من جهة (الذات)، وكثير من جهة أخرى (الصفات)؟ ويراجع ابن عدي كل هذه الأقوال للتثبت من صحتها بعقلية الفيلسوف وبرهانه، وليس بإيمان المتكلم وجدله. ويبطل ابن عدي كل هذه الآراء السابقة، أن الوحدانية تعني نفي الكثرة، وأنه لا نظير له، وأنه الموجود مبدأ المعدودات، أو أنها مشتق من اسم معنى موجود في ذاته، أو أنه واحد من كل وجه. وبعد النفي يأتي الإثبات، إثبات الكثرة داخل الوحدة، ربما دفاعا عن التثليث كعامل موجه. هنا يبدو ابن عدي متكلما متخفيا في صورة فيلسوف؛ فمن المستحيل أن يكون الله واحدا بالقوة يخرج إلى الفعل في جهات كثيرة؛ فهو واحد بالقوة كثير بالفعل، بالرغم مما قد يتضمنه هذا التخارج من حركة وتغير لا يجوزان على الله. وقد كان دليل التمانع شائعا عند المتكلمين، صاغه الأشعري ونسب إليه، وربما كان شائعا قبله في النقاش بين المتكلمين والفلاسفة.
والرسالة مملوءة بالتعبيرات الإسلامية، مثل الخالق تبارك اسمه، الخالق جل وتعالى، الباري تعالى ذكره، الخالق جل ذكره، العلة عز وجل. كما تبدو العبارات الإيمانية داخل الفقرات، مثل: «الله الهادي لكل حقيقة، البادئ بنفع جميع الخليقة، المستعين وعليه أتوكل، وهو حسبي كافيا ومعينا»، وختم المقالة «بحمد الله ذي الجود والحكمة والمحل، ولي العدل، وواهب العقل، حمدا متصلا دائما على حسن توفيقه ومعونته». فالتوكل عليه، والاستعانة به، وبه العون والحسبان والكفاية، وله الشكر الذي يستحقه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
17
ثانيا: الرازي، وابن الجزار، والبلدي، والعامري، وابن هندو
(1) الرازي
ويبدو أن التأليف في مراحله الأولى كان في الطب؛ نظرا للحاجة إليه في مداواة الجنود في الفتوحات الأولى، وبطبيعة الحال يأتي الرازي (313ه) في مقدمة الأطباء الأوائل بكتابيه «المنصوري» و«الحاوي». (أ) في «المنصوري» الطب علم نظري وعملي، صناعة تدبير الجسد وسياسته، ويحتاج العقل إلى التدريب في الصناعات التي يحتاج إليها الإنسان، هو علم غامض يحتاج إلى فهم، وهو قسمان؛ تدبير الجسم الصحيح في حالة الصحة مثل الطب الوقائي، وتدبير الجسم السقيم في حالة المرض وهو الطب العلاجي. يجمع بين التحليل النظري ودراسة الحالات.
1
يغلب عليه الاختصار والإيجاز بالرغم من اتساعه على عشر مقالات. واضح الوصف والأسلوب بالرغم من أعجميته؛ فهو ليس كتابا في الأدب. علمي خالص. دلالته على الفلسفة الطبيعية ليست كبيرة. المقالة الأولى في المدخل في الطب، وفي شكل الأعضاء وهيئتها، تحتوي على فلسفة الطب؛ أي معرفة الأشياء الطبيعية، مثل الأسطقسات والمزاجات والأعضاء والقوى والأرواح والأفعال، ثم معرفة العلل، ثم معرفة الدلائل.
Bilinmeyen sayfa