Nakilden Yaratıcılığa
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (٢) التأليف: تمثل الوافد - تمثل الوافد قبل تنظير الموروث - تمثل الوافد بعد تنظير الموروث
Türler
الفصل الثالث: تمثل الوافد مع تنظير الموروث
أولا: يحيى بن عدي، والعامري، ومسكويه، وابن سينا
«تمثل الوافد مع تنظير الموروث» نوع أدبي ثالث، حالة افتراضية خالصة لا وجود لها إحصائيا من حيث التعادل الكمي بين نتائج تحليل المضمون للوافد وتحليل المضمون للموروث. هذا التعادل الإحصائي الكمي الدقيق لا وجود له تجريبيا، هذا النوع مجرد معبر بين نوعين أدبيين متقابلين، تمثل الوافد قبل تنظير الموروث (الفصل الثاني)، وتنظير الموروث قبل تمثل الوافد، وهو الفصل الأول من بداية التراكم الفلسفي (الباب الثالث). ولا يعني التعادل التساوي الكمي المطلق، بل هو في الغالب أولوية تمثل الوافد من حيث العمق؛ أي من حيث تردد بعض الأسماء، مثل ديسقوريدس أو جالينوس، وأولوية تنظير الموروث من حيث الاتساع؛ أي عدد الأعلام المذكورة. تمثل الوافد عن طريق أسماء وأعلام قليلة، وترداد الأول منها كثير، وتنظير الموروث عن طريق عدد أسماء أعلام كثيرة، وترداد الأول منها قليل. وكان من الأفضل وضع حرف العطف «مع» أفضل من «و» بالرغم من إفادة كل من الحرفين معنى التعادل دون أولوية أحدهما على الآخر. وقد يكون «مع» أكثر دلالة من «و» حتى يتفق مع استعمالات حروف العطف الأخرى مثل «قبل» في «تمثيل الوافد قبل تنظير الموروث» (الفصل الثاني)، أو تنظير المورث قبل تمثل الوافد (الفصل الأول من الباب الثالث). ولم يستعمل حرف «بعد»؛ لأن الأولوية باستمرار للقبل على البعد في النوع الرابع تنظير الموروث قبل تمثل الوافد (الفصل الأول من الباب الثالث). وليس تمثل الوافد بعد تنظير الموروث حتى لا يكون المعيار باستمرار هو الوافد، سواء كان قبلا أو بعدا.
وقد يدل عدم التناسب الكمي بين الأنواع الأدبية الست على مراحل التحول من النقل إلى الإبداع؛ فبينما يبدو «تمثل الوافد» (الفصل الأول) صغيرا نسبيا، فإن «تمثل الوافد قبل تنظير الموروث» (الفصل الثاني) يبدو ضعفه؛ نظرا لأنه يتعامل مع مصدري الفكر، الوافد والموروث، وليس مع مصدر واحد. ويعود «تمثل الوافد مع تنظير الموروث» إلى الصغر النسبي؛ لأنه مجرد حالة افتراضية لا وجود لها إحصائيا، مجرد ممر أو انتقال من «تمثل الوافد قبل تنظير الموروث» (الفصل الثاني في التأليف) إلى تنظير الموروث قبل تمثل الوافد (الفصل الأول في التراكم).
وبطبيعة الحال ألا يظهر هذا التعادل بين تمثل الوافد وتنظير الموروث قبل القرن الرابع الهجري؛ نظرا لانشغال المترجمين والفلاسفة الأوائل إما بتمثل الوافد (الفصل الأول) أو بتمثل الوافد قبل تنظير الموروث (الفصل الثاني)؛ فالتعادل بين المصدرين يحتاج إلى معرفة متساوية للاثنين، وهو ما تم عند العامري ومسكويه وابن سينا في القرن الرابع الهجري. (1) يحيى بن عدي
ويبدو «تمثل الوافد مع تنظير الموروث» أيضا عند المترجمين؛ مما يدل على أن الترجمة ليست فقط تمثلا للوافد قبل تنظير الموروث، بل إن تمثلها للوافد يعادل تنظيرها للموروث؛ لأنها تعمل بين ثقافتين، تنقل النص من ثقافة الوافد إلى ثقافة الموروث.
فمن رسائل يحيى بن عدي (364ه) «جواب عن كتاب أبي الجيش النحوي فيما ظنه أن العدد غير متناه»، يظهر تعادل الوافد، فيثاغورس، مع الموروث، أبو الجيش النحوي.
1
يعتمد يحيى بن عدي على برهان فيثاغورس لإثبات أن العدد متناه، سواء كان عن طريق الاتصال أو الانفصال، ثم يضيف دليلا جديدا يقوم على إثبات تناهي الكمية. والعدد كمي؛ فهو إذن منتاه. ويضيف دليلا ثانيا يقوم على قسمة العدد إلى زوج وفرد، وكلاهما نوع متناه. فالموروث يسأل والوافد يجيب. الواقع يثير الشكوك، والوافد يعطي اليقين دون الاكتفاء بالنقل، بل بزيادة براهين العقل؛ فالعقل هو الجامع بين الوافد والموروث. (2) العامري
في «الأمد على الأبد» للعامري (381ه) يتصدر الوافد على الموروث في العمق، بينما يتصدر الموروث على الوافد في الاتساع؛ فمن الوافد يتصدر ذو القرنين أو الإسكندر، ثم فيثاغورس وأفلاطون وأرسطو، ثم سقراط، ثم أرشميدس وديوجانس الكلبي وديمقراطيس الطبيعي وأوميروس وجالينوس وإقليدس وسقراط الطيب وبرقلس الدهري ويحيى النحوي، حوالي خمسة عشر علما. ومن الكتب يذكر فادن وطيماوس، ومن أسماء الشعوب يذكر اليونان ثم رومي.
Bilinmeyen sayfa