Nakilden Yaratıcılığa (Cilt 1 Nakil): (1) Tadvin: Tarih - Okuma - İntihal
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال
Türler
رابعا: حكماء اليونان (الغرب)
(1) الأطباء والشعراء والفلاسفة والملوك
وأبقراط من نسل أسقليبوس، وهو السابع من الأطباء؛ أي خاتم الأنبياء والأئمة طبقا لرمز العدد في الحضارات الشرقية. أذاع صناعة الطب كما يفعل الحواريون بعد الأنبياء. وأهم شيء في أبقراط قسمه الذي يقسم فيه بالله، رب الحياة والموت، وواهب الصحة، وخالق الشفاء وكل علاج، وبأولياء الله من الرجال والنساء جميعا. ولما كان الطب أشرف الصنائع كانت أخلاق الطبيب ضرورية لممارسة الطب. التعليم بلا أجر ولا شرط، وإقامة الصناعة على الزكاة والطهارة ضد الإجهاض. تروى عنه حكايات نمطية تروي أيضا عن حياة كل عظيم مثل سقراط خاصة بأفضلية الحكمة على الملك. كان يعالج المساكين والفقراء. فالطب رسالة وليس حرفة، خدمة وليس صناعة، يعالج حسبة لله مثل تعليم سقراط للناس. وإذا كان أسقليبوس قد أسس الطب على التجربة فإن أبقراط أسسه على القياس قبل أن يأتي ثاساليس بالحيل. يجمع بين طب الأجساد وطب النفوس. وله كلام في العشق. كان متألها ناسكا. وكانت له القدرة على الفراسة لتعرفه على ذلك من فحص جسم رجل.
1
ثم يتحول الشخص إلى مجموعة من الأقوال والحكم المأثورة مثل: الشرف في الدنيا والنجاة في الآخرة. فما يهم هو أبقراط الأخلاقي أكثر من أبقراط الطبيب، وتحويله إلى مثال في أبقراط الطبيب الفاضل الكامل. بل تنسج له سيرة العظماء. فقد كان قبل الطب ملكا. ثم زهد في الملك مثل بوذا في الشرق. وتروى عنه الحكايات النمطية التي تروى عن ابن سينا أيضا من أنه عرف أن ابن الملك أحب من رؤيته لفتاة وجس نبضه.
2
ولما توفي أبقراط خلف من ورائه ذرية ضعافا من آل أسقليبوس مثل روفس، دسوقريدس، ولم يستطع خيال المؤرخ في كل حالة أن ينسج حولها الروايات أو أن يؤسسها، بل اكتفى بمجرد إعطاء ثبت بأسماء مؤلفات روفس أو وصف تفصيلي لأعمال دسقوريدس. وتشير الأقوال المتأخرة إلى الطب الروحاني أكثر مما تشير إلى الطب البدني. ويصبح أبقراط حكيما متكلما صوفيا يتحدث عن صفات الرب تعالى، وكثرة نعمه، ويكشف عن تجليات ذلك في الطب. فقد خلق الله تعالى في الآدمي ستة عروق. وإذا عرض للإنسان الجنون ابتلاه الله بالزكام. وإذا عرض للإنسان الطاعون ابتلاه الله بزلاجة المعدة. وإذا قضى الله تعالى بالعمى ابتلاه الله بشدة الرمد. وإذا عرض للإنسان البواسير ابتلاه الله تعالى بتشقيق الشفتين. وإذا عرض للإنسان الجزام ابتلاه الله تعالى بكثرة العطاس. فما اعتبره أبقراط علامة على المرض اعتبرته الأقوال المتأخرة ابتلاء من الله. وأقواله في المرأة تجعلها مجرد موضوع للإشباع الجنسي. فالذين يستميلون قلوب نسائهم بالحلي والمال والكسوة إنما يعلمونهم محبة الأغنياء لا محبة الأزواج، بل تكون الاستمالة بكثرة الجماع. أما إذا أحب الرجال التزين فإن ذلك يكون بالأفعال الجميلة.
3
وقد يصبح الحكيم اليوناني مؤسس مدرسة بأكملها ينتسب المسلمون إليها. فأنبادقليس الذي كان في زمن داود وسليمان عليهما السلام أخذ الحكمة من لقمان بالشام، ثم ذهب إلى بلاد اليونان، وتكلم في المعاني والصفات والوحدانية وخلق العالم، ولكنه قدح في ظاهر المعاد، وهو من السمعيات طبقا لنسق العقائد التي لا تعتمد إلا على الدليل النقلي. وهو دليل ظني في حين أن وجود الله وخلق العالم من العقليات التي تعتمد على الدليل العقلي وهو دليل قطعي. هجره البعض وانتسب إليه البعض الآخر. وكان من شيعته أبو الهذيل من المتكلمين وطائفة من الباطنية تنتمي إلى حكمة محمد بن عبد الله بن مسرة الجبلي القرطبي.
4
Bilinmeyen sayfa