Nakilden Yaratıcılığa: Açıklama
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٣) الشرح: التفسير – التلخيص – الجوامع
Türler
80
ومع ذلك لم يقدر بطليموس اضطرار القدماء للقول بالحركات اللولبية لأنها كانت أسهل عليهم وأبسط لعود الحركات حتى تعود الناس على هيئة بطليموس فتركوا عادتهم القديمة. فالفكر العلمي في حاجة إلى تعود واقتناع. ويمكن أيضا مراجعة بطليموس وتأويل ملاحظاته مثل ظن بطليموس أن حركتي الفلك؛ الإقبال والإدبار أنهما حركتان تامتان له من المغرب إلى المشرق. ويعتمد ابن رشد على نص لبطليموس غير «المجسطي» يسمى «الاقتصاص» وقد شارك أبرخس بطليموس في تأسيس علم الهيئة. وأوطوكسيس أيضا فلكي مثل بطليموس مثل الطبيعيين يرى أنه من السهل جمع الأشياء الكثيرة في واحد يجمع بين الميتافيزيقا والفلك. وكان يضع للشمس والقمر ثلاثة أفلاك أو ستة، ومن المتحيرة أربعة، في حين أن فيلومس كان يضع عددا أكثر، وهنا يتداخل علم الفلك مع الميتافيزيقا بحيث تبدو الميتافيزيقا تفكيرا على العلم عند أرسطو وابن رشد. وقد تأتي علوم الحياة كوسط بين العلم الطبيعي والعلم الإلهي مثل جالينوس وتحليله للقوة في الزرع هل هي الخالق أم لا؟ وهي لا تعمل إلا بالحرارة لا على أنها صورة فيها كالنفس في الحرارة الغريزية بل على أنها منحصرة فيها مثل انحصار النفس في الأجرام السماوية. فجالينوس موحد بالطبيعة، وتصوره للخلق بتحليل القوة في الزرع والنفس في الأجرام السماوية. ويجوز جالينوس وجود المزاج المعتدل في الأطراف المتضادة في حين ينكر ابن رشد ذلك وإلا لأمكن تكونه من الأطراف دون أن يلحقه تغير ولا نقص، ويحيل ابن رشد إلى عمله السابق في الرد على جالينوس.
81
ويتداخل الفكر الطبيعي والرياضي والميتافيزيقي والإنساني مما يدل على بدايات العلوم قبل تمايزها أو انفصالها وفقدان توازنها. ويظل السؤال ما الأصل وما الفرع في العلم الطبيعي والعلم الإلهي أم أن هناك مدخلا آخر بينهما هو العلم الإنساني الذي يمثله سقراط أو السوفسطائيون.
82 (و) سقراط والسوفسطائيون
لقد أضاف ابن رشد في شرحه سقراط أو سقراطيس ليس فقط كمثل مثل زيد أو عمرو بل لأنه من مشاهير الحكماء . تكلم في الخلقيات وليس في الطبيعيات، ونظرا لأهمية السبب الغائي عند من جحد الفاعل وقال بالاتفاق. فالغائية في الطبيعة وفيما بعد الطبيعة وفي الإنسانيات، وهي أساس الفرد والمجتمع. والقول بالاتفاق إنكار للغائية التي أثبتها سقراط وأفلاطون وأقاما عليها تدبير المدن بحسب اعتقادهما في غاية الإنسان. لقد ألهمت الطبيعة في كلتا الحالتين النسب من سبب أكرم منها وأشرف وأعلى مرتبة وهي النفس التي في الأرض. ثم افترق أفلاطون وأرسطو في علة وجود هذه النفس في الأرض ونشأتها من الآلهة الثواني عند أفلاطون، ومن الشمس والفلك المائل عند أرسطو، الأولى أقرب إلى المثالية الدينية، والثانية أقرب إلى الواقعية الكونية؛ لذلك ظلت النفس مشتاقة نحو الغرض. وقد شرح ثامسطيوس ذلك في كتابه في التنفس. وهي النسب التي سماها أفلاطون الصور ناظرا إليها من بعد، وجعل لها وجودا مفارقا، وهي قوى حادثة في الأسطقسات عن حركات الشمس وسائر الكواكب.
83
وبعد إدخال البعد النفسي الأخلاقي بين الطبيعة وما بعد الطبيعة يواجه ابن رشد خطر السوفسطائيين الذين يقضون على هذا البعد الجديد بإنكار الحقائق. وينتقد ابن رشد نسبية بروتاجوراس بداية بنسبيته الرياضية في أن الدائرة لا تمس المقدار بنقطة بل تماسها بخط، وأن الكرة تماس السطح على نقطة، والكرة المحسوسة تماس السطح المحسوس على سطح. وهذا هو سبب توبيخ بروتاجوراس للمهندسين، كما ينقده ابن رشد لإطلاقه الموجبة على السالبة، والسالبة على الموجبة في المنطق لأن كل ما يظنه الإنسان فهو صادق. الإنسان والزورق والإله واحد؛ ومن ثم يلحق بروتاجوراس بقول أنكساجوراس بأن جميع الأشياء موجودة معا، وأن الضد موجود في الضد أي أن الموجود تابع للاعتقاد وتابع للموجود، وأن الموجود لا يوجد إلا في النفس. فالذاتية بلا موضوعية نسبية وشك. ليس الإنسان مكيالا لكل شيء، فالوجود لا يكال بالإنسان. والحقيقة مستقلة عن الاعتقاد.
84
وينكر مانن العلم والتعلم نظرا لإنكار القوة قبل الفعل. فالتعلم لا يخلو أن يكون إما بغير فعل أو بفعل تعلم. فإن كان بغير فعل فليس هناك تعلم، وإن كان بفعل تعلم فالمتعلم كان عالما ولا يحتاج إلى تعلم أصلا. وينكر غاريقون أن تكون القوة متقدمة على الفعل بالزمان مثل مانن. فهما يوجدان معا، وهذا يعني إنكار القوة لأنها بالضرورة متقدمة على الفعل. وأرسطويفوس ينكر العلة الغائية وسبب شكه أنها لا توجد في أوثق العلوم وهي الرياضية مع أنها موجودة حتى في الأعداد والأعظام في صورة نظام وترتيب. ويرى زينون أن الشيء الذي لا ينقسم ليس بشيء لأن الشيء يزيد وينقص وإلا لم يكن من الهويات. والواحد عند زينون لا يزاد عليه لأن الزيادة تجعله أكبر فينقسم ولا يبقى واحدا. ويرد عليه ابن رشد بأن العدد والعظم مركبان من الواحد ومما ليس بواحد. ويبين أخطاء زينون في الاستدلال. ويبحث عن الصدق في القول أي القول ذي المضمون المتفق عليه من العقلاء قبل أن ينقله على الموروث في إثبات الحقائق، وقال هرقليطس إن النفي والإثبات شيء واحد نظرا للتغير في الشيء منذ لحظة الحكم عليه؛ لذلك آثر الإشارة بإصبعه وعدم الكلام حتى لا يسبق الشيء القول. فكل الأقاويل حق وباطل في نفس الوقت لأنهما لم تعد تصدق على شيء؛ ومن ثم انتفى العلم بالمحسوسات الضرورية. فكل قضية صادقة وكاذبة معا حتى هذه القضية، وهو خلط بين الطبيعة والمنطق.
Bilinmeyen sayfa