فكتوريا :
وأنا أيضا! وأنا أيضا! ليتك تستطيع أن ترى ما في قلبي!
بول :
لا ينبغي أن ينظر المرء في أعماق فؤاد من يحب! فحسبه الحب! (ثم يطوقها بذراعه في حنان بينما يسدل الستار.)
فقد رأيت كيف اصطلح الذعر والشهوة، ويأس هذه المرأة التي أخلفها زوجها على تعقيد موقف هذين العدوين تعقيدا بلغ أقصاه، ثم انتهى إلى انتصار الغريزة، لا نقول الإنسانية بل الحيوانية، فوقع هذان العدوان أحدهما بين ذراعي صاحبه، وتأجل الشر حينا حتى تبلغ الغريزة ما تريد، ولكن تشاؤم الكاتب وقسوته لم يبلغا هذا الحد المنكر، ولم يصلا بالإنسان من الدناءة إلى حيث تحكمه الغريزة الحيوانية وحدها، بل جعل للعواطف الراقية سبيلا على هذا الإنسان، فقد ذاق العدوان لذة الحب، تمازجها مرارة العداء، ولكن العواطف الإنسانية عملت عملها، فلم يجرؤ «بول» على أن يقتل صاحبته بعد أن هدأت ثورته؛ لأنه كان يراها يقظة من الخوف، وكان يرى عينها محدقة يملؤها الفزع، فكانت الشفقة تغل يده، ومع ذلك فقد كان أخفى مسدسه تحت الوسادة ينتظر أن تنام، وأن تغمض عينيها، ولكنها لم تنم وظلت عيناها محدقتين، ولم تجرؤ هي على أن تقتل عدوها؛ لأنها كانت تحس لذة الحب، بل لعلها ترددت في الدلالة على هذا العدو، ومهما يكن من شيء فقد قضيا الليل في حب وذعر وعداء.
فلما كان الصباح نزل «بول» فلقي أمه، فانظر إلى ما كان بينهما من الحوار:
بول (مشيرا إلى الطبقة العليا من البيت) :
لقد بقيت هناك!
بولين :
كان يجب أن تقودها إلى حيث أردت! فقد قادتك إلى السرير!
Bilinmeyen sayfa