Canlıdan Ölüye: Kardeşime

Tevfik Hasan Şartuni d. 1382 AH
65

Canlıdan Ölüye: Kardeşime

من حي إلى ميت: إلى أخي

Türler

هل تقاس بالأرض والشمس وسائر الكواكب المحدودة؟ لا، فلا يقاس المحدود باللامحدود، والمتناهي باللانهاية.

يا أخي:

عبثا أجهد عقلي كلما فكرت بحل رموز الأبدية، إنها - لعمري - لغز لا يحل، وقضية لا يدرك كنهها الذهن البشري؛ لأنها ترمز إلى الله الأبدي، الذي لا تدرك أسراره ورموزه.

إذن فالأبدية في نظري هي ذات الله، كما أنه تعالى هو الأبدية بحذافيرها.

أجل، كلما خلوت بنفسي أتساءل: ما هي حياة الإنسان علي الأرض؟

فإذا كانت حياته تقتصر على هذه السنين القليلة التي يعيشها، كان خيرا له عدم وجوده.

إن أطوار الطفولة والصبوة والشباب، ما هي بالحقيقة إلا مراحل درس واستفادة، وقليلون هم الناس الذين يبلغون الكهولة، ويتمتعون بما اكتسبوا من خبرة سنيهم الماضية، وندر منهم من يبلغ الشيخوخة معافى، ويتمتع بحكمة الكهولة.

إن الناس يموتون غالبا دون أن يتمتعوا بحكمتهم، ومتى كان الأمر هكذا، وكانت الحكمة والخبرة تذهبان ضياعا، فما هي نتيجة الحياة؟!

يا أخي، يتراءى لي أنه لا شيء يذهب ضياعا في هذا الوجود.

إن ذرة الرمل وقطرة الماء لا تزولان؛ فكيف تزول أعمال الإنسان وحكمته؟!

Bilinmeyen sayfa