Canlıdan Ölüye: Kardeşime
من حي إلى ميت: إلى أخي
Türler
يا أخي:
في إبان مرضك لم تظهر ضعفا ولا انتهاكا؛ ولهذا السبب لم يدر في خلدي قط أنك على خطر، وأما أنت فكنت عارفا مصيرك؛ لأنك ودعتني في مسائك الأخير، وفهت أمامي بكلمات خالدات سأدونها لذكراك في تحاريري الآتية.
اعذرني يا أخي، حيث لم أعر وداعك انتباها؛ لأني حسبته وداع خائف على نفسه، لا وداع رجل متثبت من حقيقة أمره.
يا أخي:
أتمثلك دائما على فراش الموت، أتمثل شبابك الذاوي، الذي كان مثالا للجد والنشاط والحركة الدائمة، كيف أصبح من جراء الموت معدما خامدا؟!
أنا متعطش لمرآك، ولاستماع صوتك العذب، أفتش عنك في كل مكان، ولكن بلا جدوى، وأسأل هذه الطبيعة الجائرة: أين انتثرت ذرات جسدك؟!
تلك الذرات الحية التي كان مجموعها أنت.
أين ذهبت تلك الجواهر التي لا يقوى الموت على إبادتها ؟! هل اتخذ النسيم والماء العذب بعضها؟ وتوزع البعض الآخر بين الأزهار والأثمار والنبات؟
فإذا كان الأمر هكذا، فأنت إذن يا أخي في النسيم والماء، وفي الزهر والثمر، وفي كل مكان.
إن برد النسيم يحضن برد قلبك، وصفاء الماء يحمل صفاء ذهنك، وجمال الأزهار تنشر جمال خلقك وخلقك، وشذا الرياحين تعلن شذا أخلاقك وطيب أدبك، ولذة الأثمار تحوي طلاوة معشرك ولذة حديثك.
Bilinmeyen sayfa