184

Nefsin Hadisinden

من حديث النفس

Yayıncı

دار المنارة للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الثامنة

Yayın Yılı

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Yayın Yeri

جدة - المملكة العربية السعودية

Türler

العربية وخَدَمة الاستعمار متربصين له، يريدون أن يجهّلوا أبناء العربية بالعربية حتى يبعدوهم عن القرآن فيسلبوهم أقوى سلاح يحاربون به الاستعمار، يسلكون لذلك أدق المسالك ويتخذون لذلك أخفى المكر، وكان عليه أن يحاربهم وحده، يدفع مكرهم بأخفى منه ويسلك لذلك أدق من مسالكهم، فينال ذلك من أعصابه ومن صحته، ولكنه يحتسبه جهادًا عند الله. وسيكون له -إن شاء الله- أجر المجاهدين. لقد كان الجندي جنديًا يحمي حمى العربية أن يدخله لص من باب البرامج أو الكتب أو الامتحانات العامة، أو من باب اختيار الجَهَلة للتدريس، ما غفل يومًا ولا فارق مكانه، فلما سقط شهيدًا صريع المعركة استُبيح الحمى ورتع اللصوص، ودخلوا من كل باب من هذه الأبواب. لقد بُدِّلت البرامج وغُيّرت الكتب وعيث في الأرض الفساد، وصار بعض مدرّسي العربية اليوم أضعف من بعض طلاب البكالوريا في تلك الأيام (١). لقد تساقط الحُماة واحدًا إثر واحد، المبارك والبزم والجندي ... وخلا من أسوده العرينُ، أفليس في الشِّبال من يحمي الذمار؟ بلى يا أستاذي، بلى!

(١) كان هذا من نصف قرن، فما حالنا اليوم؟ اللهمّ أدركنا برحمتك! (مجاهد).

1 / 197