135

Nefsin Hadisinden

من حديث النفس

Yayıncı

دار المنارة للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الثامنة

Yayın Yılı

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Yayın Yeri

جدة - المملكة العربية السعودية

Türler

الوَحدة [«... إن كل عناء في الحياة مصدره أننا نحيا منعزلين، وكل ما نبذل من جهودنا لا نريد به إلاّ الفرار من هذه العزلة». جي دوموباسان] نشرت سنة ١٩٣٧ ما آلمني شيء في الحياة ما آلمتني الوَحدة. كنت أشعر -كلما انفردت- بفراغ هائل في نفسي، وأحس بأنها غريبة عني ثقيلة عليّ لا أطيق الانفراد بها، فإذا انفردت بها أحسست أن بيني وبين الحياة صحارى قاحلة وبِيدًا ما لها من آخر، بل كنت أرى العالم في كثير من الأحيان وحشًا فاغرًا فاه لابتلاعي، فأحاول الفرار، ولكن أين المفرُّ من نفسي التي بين جنبيّ ودنياي التي أعيش فيها؟ إن نفسي عميقة واسعة، أو لعلي أراها عميقة واسعة لطول ما أحدق فيها وأتأمل جوانبها، فتخيفني بسعتها وعمقها ويرمضني أنه لا يملؤها شيء مهما كان كبيرًا ... وهذا العالم ضيق، أو لعلي أراه ضيقًا لاشتغالي عنه بنفسي وشعوري بسعتها، فأراه يخنقني بضيقه. إني أجمع العالم كله في فكرة واحدة أرميها في زاوية من

1 / 145