İnancından Devrime (1): Teorik Girişler
من العقيدة إلى الثورة (١): المقدمات النظرية
Türler
كان المتقدمون على هذا الربط بين الحس والعقل والخبر كمقدمات ضرورية لمادة العلم، وما دون ذلك لا يكون علما. وكانت المقدمات القطعية نموذجا للعلم الضروري وأولها المعرفة الحسية الناشئة من الحواس السليمة، المشاهدات والحسيات، وتكون إحدى المقدمتين في القياس، وتسمى أحيانا مدارك العلوم أو وسائل المعرفة لا المعرفة ذاتها، وهي ليست الحواس العضوية، بل الإدراكات الحسية، ولا الأجسام المدركة كجواهر مستقلة، بل الإدراكات التي من فعل الذات.
27
والعلم الشعوري علم اضطراري بديهي كالعلم الحسي، وهو ما يجده كل إنسان بنفسه ويشعر به دون أدنى شك، وقد يسمى أحدهما بالآخر فيتساوى العلم بالمدركات مع علم المرء بنفسه مع استحالة جميع المتضادات.
28 (5-2) المقدمات الظنية
أما المقدمات الظنية فهي أربع: (1)
المسلمات: وهي التي تقبل على أنه قد تمت البرهنة عليها من قبل في مكان آخر. فعلم الكلام ليس علما مستقلا بذاته عن باقي العلوم، بل يبني مقدماته على غيره، وهي أقل المقدمات الظنية خطورة؛ إذ عليها يعتمد الدعاة. ولذلك تعددت فروع علم الكلام وأساليبه ومستوياته؛ فهناك علم الكلام العلمي أو الرياضي أو الإنساني الذي يبدأ بمسلمات أحد هذه العلوم ويعتمد عليها. وفي هذه الحالة يكون الفضل للعلوم الأخرى، ويكون علم الكلام مجرد «متسلق» عليها، علم كل العصور وكل المفكرين وكل العلوم. ولما كانت مقدمات العلوم متغيرة طبقا لاكتشافات كل عصر تغيرت مادة علم الكلام وأصبح مشاعا كالمرأة المشاع. ليست وظيفة علم الكلام اكتشاف علوم أو وضع نظريات، ولكن الاعتماد على العلوم والنظريات القائمة لدعوة الناس؛ فهو مجرد علم إقناعي خطابي جدلي ليس له مادة من ذاته ولا يقدم إلا الأسلوب والمحاجة. (2)
المشهورات: وهي التي يتفق عليها الجم الغفير من الناس، أي المسلمات الاجتماعية المقبولة في كل مجتمع، والتي تعبر عنها الأمثال الشعبية وحكم الشعوب. وهي أيضا متغيرة من عصر إلى عصر، ومن مكان إلى مكان، ومن أمة إلى أمة. وقد لا يتفق البعض منها مع المقدمات القطعية، مقدمات الحس أو العقل أو الخبر. وقد لا يتفق مع المقدمات الظنية الأخرى مثل المسلمات. وقد تتغير كلية بعد أن يتم نقدها ورفضها ووضع مقابل لها أقرب إلى الصلاح وأكثر تعبيرا عن روح كل عصر. ويقوم بذلك عادة الرواد والمفكرون الأحرار في كل عصر. وهي غير محصورة في عدد معين، ومتنوعة وعلى جميع المستويات. كثيرا ما تتعارض فيما بينها كما هو الحال في الأمثال العامية.
29 (3)
المقبولات: وهي التي تؤخذ ممن حسن الظن فيه وتصديقه وامتناع الكذب عليه. وهي أقرب إلى التقليد لأنها تقوم على التصديق بمصدر الحكم وليس بالحكم ذاته، كما أنها أقرب إلى الخبر الذي يعتمد على صحة النقل، وفي الأخبار من الأنبياء غنى عنه. وهي الأقوال المأثورة والسير والملاحم، المشهورات إذن عبارة لغوية تكشف عن عمليات شعورية سابقة عليها، مثل التشبيه والتنزيه. وتدل على أنه لا يمكن الحديث عن «الله» أو عن العقائد إلا من خلال الثقافة الشعبية أو ثقافة الجماهير والأعراف والعادات والصور الذهنية المتوارثة في تراث الأمم والشعوب. (4)
المقرونة بقرائن: مثل نزول المطر بوجود السحاب، وهي الاستدلالات الحسية والمشاهدات والمجربات وأكثر المشهورات قبولا، ولكنها ظنية لاعتمادها فقط على القرائن الحسية دون بداهات العقول أو الخبر؛ مما يدل على أن مادة علم الكلام مستمدة من مشاهدات الحوادث ومجريات الأمور.
Bilinmeyen sayfa