Akdiden Devrime İman
من العقيدة إلى الثورة (٥): الإيمان والعمل - الإمامة
Türler
ومع ذلك فقد يختلف الأمر إذا اختلف الزمان والمكان، إذا تم العقد لإمامين في وقتين مختلفين نظرا لصعوبة الاتصال الفوري، أو في مكانين مختلفين نظرا لاتساع الرقعة وترامي الأطراف؛ فالأولوية للزمان المتقدم على المكان. وقد تكون الأولوية في المكان لبلد الإمام المتوفى على غيره من البلدان. ومع ذلك فالاتصال اليوم قائم، وتم تجاوز البعدين الزماني والمكاني معا، بل قد يكشف الإسراع في الزمان عن سوء نية وطلب للنفس، كما قد يدل على الغيرة على الحق واهتمام بشئون الجماعة. أما أولوية المكان فتجعل الإمامة محصورة في بلد بعينه لا تتعداها إلى بلد آخر، مع أن المشهود لهم بالتقوى والصلاح ومن تتوافر فيهم شروط الإمامة يتجاوزون بلد الإمام المتوفى.
47
وما الفائدة من وجود إمامين أحدهما ناطق والآخر صامت؛ إذ كيف يدبر الصامت شئون الرعية أو يراجع على الإمام الناطق؟
48
وما الفائدة من وجود إمامين ناطقين في الوقت نفسه؟ أليس ذلك شقا للأمة وانشقاقا فيها؟ وقد يكون هذا الجواز تبريرا لحدث تاريخي خالص في وقت احتار فيه المسلمون بين إمامين، ووجب الاختيار حتى وقعت الفتنة واندلعت الحرب. وقد يهدف تنصيب الإمامين إلى إزالة الصراع بين الشرعية واللاشرعية حتى تضعف الشرعية وتقوى اللاشرعية، ويتكافأ الحق والباطل بدعوى حقن الدماء ووحدة الأمة؛
49
لذلك لا يجوز إلا إمام واحد تعبيرا عن وحدة الأمة وحرصا على مصالح الجماعة.
50
وقد يصاغ التساؤل بطريقة أخرى، مثل: هل يجوز أن تجتمع الأمة على أمر تختلف في مثله؟ أو: هل يجوز أن تختلف الأمة في الشيء في وقت تجتمع عليه بعد الاختلاف؟ أو: هل يعد خلاف أهل الأهواء إذا خالفوا الأحكام إطلاقا؟
51
Bilinmeyen sayfa